والأذكار وأوقات المواعيد على العادة ، ولزمه أبناء الطريق ، واختلى الخلوات المتعددة ، ومع ذلك كان لا ينفك عن الإقراء والتحديث والإفادة.
ونقل الشيخ خليل أفندي المرادي في بعض تعليقاته أنه دخل حلب سنة خمس ومائتين وألف ، فاجتمع بالمترجم المرقوم ، وسمع من فوائده ، وزاره في زاويته وسمع منه حديث الرحمة المسلسل بالأولية. ا ه (حلية البشر).
وترجمه الشيخ أبو الوفا الرفاعي فقال : إبراهيم بن محمد الشافعي الدار عزاني ، نسبة إلى دارة عزة من أعمال حلب ، وهي وقف على الجامع الكبير بحلب ، العالم الجليل المرشد المسلك.
قرأ على علماء عصره ، وأخذ الطريق عن سيدي محمود الكردي الخلوتي خليفة الأستاذ الكبير الحفني رضياللهعنهم. حصل طرفا صالحا من العلم في مصر ، وبقي مخشوشنا ضيق العيش مكتفيا بما يحصل له من معلوم الأزهر ، إلى أن حصل له الإذن بالتوجه إلى حلب ، فقدمها وجلس على سجادة القادرية في الزاوية الهلالية في محلة الجلّوم مكان خاله وجده الشيخ هلال والشيخ أبي بكر الهلالي قدست أسرارهم ، وكثرت تلامذته ومريدوه ، ورزق الحظ في الطريق ، واتسعت دنياه ولم يلق لها بالا ، وبقي على التقشف في الملبس.
وكان سمته سمت علماء مصر وأشياخها ، يلبس المقلة وهي الكسوة الخلوتية ، ويعتكف كل سنة مع الأخوان أربعين يوما خلوة قادرية خلوتية. ورزق إناثا وذكورا ، فالذكور محمد وعبد السلام وعبد اللطيف. وأطبق الناس على جلالة قدره وعظموه وهو حريّ بذلك.
وعمر إلى أن ناهز الثمانين ، وتوفي أواسط ربيع الأول سنة ١٢٤٨ ودفن في الزاوية مع أسلافه. وكان يحبني ويفضي إلي ببعض أسراره ، ولما حضرت جنازته أعطاني أولاده ورقة فيها نسخة تلقين بعد الدفن وقالوا : إن والدنا أوصانا أن تلقنه أنت بما في هذه الورقة على القبر ، ففعلت كما أوصى رحمهالله ورحم أسلافه آمين. ا ه.
حدثني الشيخ مصطفى النحاس وهو رجل معمر منور أدركته وقد ناهز التسعين من العمر ، وقد توفي في حدود سنة ١٣٢٠ ، بحكاية لطيفة عن الأستاذ المذكور لا بأس بإيرادها هنا ، وكذا سمعتها من الشيخ مصطفى الهلالي من ذرية المترجم ، قالا ما معناه :