القبائل خنجر يجعله في حزامه في وسطه من أمام وكأنها هي علامة الشرف مع لبسهم لعباءة يمانيّة أو عراقية مقصبة بالذهب ونحوهم في هذا سائر الأعيان من القبائل ، وبقيتهم يلبسون عباءة على قميص ويتمنطقون على القميص بمنديل أو غيره وكثير منهم يعلق على جنبه خنجرا والكل يلبسون في الأرجل النعال الحجازيّة ذات الشرطان التي تدخل بين الأصابع وتختلف جودة ورداءة على حسب ثروة اللابس ، وربما تدثر بعض أهل البلدان بالجبائب ذات الفراء المعروفة بالكرك ، ولبس نسائهم سراويل من نسيج الحرير أو المقصب بالذهب بحيث أنهنّ يتنافسن في صنعه على حسب الثروة والمكان والزمان للابسه ، ومثل السراويل فيما ذكر منتان يفتح صدره ويغلق ذو أكمام ضيقة لا تبلغ المرفقين وفوق الجميع نحو عباءة من المنسوجات الثمينة مشقوقة إلى السرّة من أعلا بلا أكمام واسعة جدّا حتى أنها تغطي أصابع الكف وإن كان لها ثقوب في محل الأكمام تخرج منها الأيدي ، وعلى رؤوسهنّ نحو المناديل من منسوجات صفيقة يحيطون بأطرافها شريطا مكعبا بخيوط الفضة أو الحرير على حسب الأحوال ، وفي أرجلهنّ أحذية من نوع البشامق التونسيّة ، وإذا خرجن من البيوت زدن على ذلك خفا من الجلد الأصفر مع رداء واسع جدا ذي أكمام ساتر للأصابع وخمار مسدل إلى السرة مثقوب جهة العينين ويلبسن أيضا المصوغ بأنواعه كلها.
وأما الأكل فإنهم يجلسون له على الأرض ويوضع على الخيوان وهو مثل ما تقدم في أكل أهل مصر غير أنه أكثر إداما من السمن وأكثر أبهرة ، والأعراب أكثر أكلهم. الأرز مع العدس ، ولا يأكل الجميع لحم البقر إلّا نادرا بحيث يستعير به الأعيان في المدن ، ويأكلون الجمل بكثرة ويبخرون الماء بالمصطكي أو بعود القرنفل ثم يجعلونه في أواني ويضعونها في ممرّ الريح لاكتساب البرودة.
وأما المواكب فأعظمها موكب الحج وقد تقدّم الكلام عليه ، ولأهل مكة موكب يسمى الرجبيّة يسافر به ذوو اليسر إلى زيارة النبي عليه وعلى آله أكمل الصلاة وأزكى السلام ، ويحصل من ذلك في المدينة المنورة موكب حافل في رجب ولكثرة إسراف أهل مكة في حجهم والتباهي بينهم فيما يفعلونه فيه ، يضطرّ بعضهم إلى تأخير فرضه إلى أن يبلغ سن الشيخوخة خشية المعرة من كونه لم يفعل تلك العادات الإسرافيّة في الرحل والمركب والخيام والمأكل.
وأما الأعراس فهي أقرب عندهم إلى الطريقة المشروعة من جهة عدم وجود المغنيات جهرة والملاهي إلّا الدفوف وشيء من غيرها مع حفظ التستر في النساء ، ولأهل المدينة عادة وهي أن الرجل إذا تزوج ببكر ودخل بها فلا يخرج من بيته أسبوعا تامّا إلّا أنه يجتمع بأحبائه في بيته وإن خرج يوما ولو للصلاة استاء أهل المرأة لأن ذاك دليل على أنها غير مستحسنة عند زوجها ، وأما الثيب فلا يعتبرون ذلك فيها. وأما المآتم فهي على الوجه