بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
مقدمة المحقق
الحمد لله الذي حمده من نعمائه وشكره على ألائه من آلائه ، أحمده حمد العارف بحق سنائه وأقف عند غاية العجز عن إحصاء ثنائه ، عاكف على رسم الإقرار بالإفتقار إليه والإستغناء به في كل آنائه.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له المتوحد بعظمته وكبريائه ، المتقدس عما يقوله الملحدون في أسمائه ، وأصلي على سيد ولد آدم ونخبة أنبيائه ، محمد المفضل على العالمين باجتبائه واصطفائه ، وفضله بالآيات الباهرات والمعجزات الظاهرات على أمثاله من المرسلين ونظرائه ، ورقاه إلى درجات العلى وأنهاه إلى سدرة المنتهى ليلة إسرائه ، وحباه بالخصائص التي لا يضاهى بها بهاء كماله وكمال بهائه ، ورداه رداء العصمة فكانت عناية الله تكنفه عن يمينه وشماله وأمامه وورائه ، صلى الله عليه وعلى آله مصابيح الهدى ونجوم سمائه وسلم تسليما كثيرا.
إن هذه الدراسة تهدف إلى تقديم رؤية لواقع البلدان التي رحل إليها الشيخ محمد بيرم الخامس التونسي من زوايا علمية تناول فيها جمع حقائق السياق المجتمعي الذي عاش فيه ، والمشكلات التي واجهته والتي ارتبطت ارتباطا وثيقا بمنهجية عمله.
لذلك كان هذا البحث الذي أسهم فيه المؤلف من إثراء تراثنا التاريخي من واقع ظروفه ، وبيئته المتطورة سياسيا واجتماعيا. والذي نجح فيه أنه ترك مصدرا أصيلا عريقا جديرا بكل اهتمام ورعاية ، لذلك اعتمدت في هذه الدراسة على منهجية مستقلة لاستيفاء النقص وتفسير الغوامض وذلك بالرجوع إلى كمية كبيرة من المصادر والمراجع ، والتي ستجد لها فهرسا مرتبا في آخر هذا الكتاب حسب التسلسل الأبجدي مع أسماء مؤلفيها وسنة الطبع.
ويأتي هذا الكتاب عرضا لحصيلة ما قد توصل إليه المصنف من البحث في مجال التاريخ حيث قال : «... فجبت بحارا وقفارا ومدنا وأمصارا على حسب ما يسره المقدور ، وساعفت الوسائل على الوصول إلى مشاهدته من المعمور ورأيت بعيني البصر والبصيرة