العدوّ بالعساكر ، وحصل بينه وبينهم الحرب الذي شاب له رأس الغراب ، ومهمى حلّ بموضع عمّره بالبناء بلا ارتياب ودام الحرب ثلاثا وثلاثين سنة إلى أن أذعنوا وتنصروا متعينة ، ولقوة هذا / الملك شارلمانيو ونجدته ، استنصر به غيره وطلب لنجدته ففي سنة مائة وتسعين (٤٠) استنصر به الباب على اللمبار ، فنصره بجنوده إلى أن سلب ما لهم ورأوا ما حلّ بهم منه من الأدمار ، ونقضوا العهد ورجع لهم سنة ثلاث وتسعين من المذكور ، فأذاقهم النكال وجعل الحكام عليهم من طائفته فلم يقع منهم بعد ذلك النفور ، وجعل أحد أولاده سلطانا على الطليان ، وقدم إليه في سنة أربع وتسعين من المار بالبيان (٤١) بعض أمراء المسلمين من الأندلس للاستنصار به على الحاكم الأموي حفيد عبد الرحمان لما ترك اسم آل العباس من الخطبة بالقبول ، واستقل بالأمر بوطن السبنيول فأجابهم لمطلوبهم وجهز محلتين كبيرتين وحرك على جهتين وجدّ السير إلى أن ضرب محلته تحت ساركوس (٤٢) واجتمعت جيوشه فحاصر تلك المدينة إلى أن استخدمها مع غيرها وعلت كلمته فيها بضرب الناقوس ، ورحل في السنة التي بعدها راجعا لمملكته ، فاتّفق القسكون مع المسلمين على محاربته مع قوته ، وقصدوا الجبل البريني وكمنوا به بشعب شديد الوعر ، كثير الغيظ والأخاديد والحجر ، إلى أن جاوز الشعب نصف الجيش ، وهجموا على المتأخرين ووقع القتل فيهم بتمامهم وكثر الطيش ، فلقد مات في هذه الواقعة أكثر الأبطال ، منهم قريب الملك شارلمانيو وهو رولون واشتد الكرب والوبال ، فهجم عليهم وكثر القتال إلى أن هزمهم ، وتمكن من أمير القسكون فقتله ، وبالغرائم لزمهم وجعل الاكيتين والقسكون واللنكدوك مملكة وحدها. وسلطن عليهم ابنه القاصر عن التصرف وهو لونرو عن افرانسا أفردها ففرحوا بذلك ونزلت العافية وكثرت التجارة ، والتمدن الكثير وذهبت الخسارة ، وحرك للتورنج لما خلعوا طاعته في المشهور ، سنة ثلاث ومائتين بالمذكور (٤٣) فحاربهم وظفر بأميرهم فقلع عينيه ،
__________________
(٤٠) الموافق ٨٠٦ م.
(٤١) الموافق ٨٠٩ ـ ٨١٠ م.
(٤٢) يقصد مدينة سرقسطة.
(٤٣) الموافق ٨١٨ ـ ٨١٩ م.