الناس وعاش كثيرا من السنين وجرب الأمور. فقد قال ابن خلدون في تاريخه الكبير في الجزء السابع منه أنه نيف على المائة سنة بكثير والذي يقتضيه استقراء كلامه من أوله إلى آخره أنه بلغ المائتي سنة أو قاربها فإنه قال في أخباره أن إدريس بن عبد الله لما نهض إلى المغرب الأوسط سنة أربع وسبعين ومائة (١) تلقاه محمد بن خزر هذا وألقى إليه المقادة وبايع له عن قومه وأمكنه من تلمسان بعد أن غلب عليها بني يفرن أهلها وانتظم لإدريس بن إدريس الأمر وغلب على جميع أعمال أبيه وملك تلمسان وقام بنو خزر هؤلاء بدعوته كما كانوا لأبيه إلى أن قال : ثم وفد على المعتز بعد ذلك سنة خمسين وثلاثمائة (٢) وهلك بالقيروان وقد نيّف على المائة من السنين. ه.
لكن قال الحافظ أبو راس في عجائب الأسفار في الكلام على مغراوة كلام ابن خلدون فيه تخليط وتناقض ا ه. وفي سنة ست وثلاثمائة (٣) حرك ازديجة وعجيسة على محمد بن خزر المغراوي وقاتلوه شديدا ، وحاصروه عتيدا ، إلى أن أخذوا من يده وهران عنوة فبقيت في ملكهم وتحت تصرفهم سبع سنين وهم عمال على المروانيين ثم صاروا عمالا / على الشيعة. ثم قام عليهم محمد (ص ٤١) ابن خزر بجيوش لا تحصى وحاصرهم وأثخن فيهم إلى أن غلبهم عليها سنة ثلاثة عشر وثلاثمائة (٤) وبقوا تحت حكمه. ولما غلبهم عليها وعادت لحكمه بعد حروب كثيرة كان الظفر له فيها عليهم ، أخّر نفسه ، وولى عليها ابنه الخير وبقي (كذا) ازديجة وعجيسة تحت حكمه ، وفي قبضة جبره وحلمه. فقام الخير بضبط ملك وهران غاية الضبط وظاهر المروانيين بالأندلس كعادة أسلافه وأمير الأندلس وقتئذ عبد الرحمن الناصر وشن الغارات على ضواحي وهران والمغرب الأوسط فملك بلاد الغرب كلها وسوس الأدنا (كذا) وتلمسان والصحرا (كذا) وحارب الشيعة ملوك إفريقية وتاهرت حروبا عظاما وغزى (كذا) بسكرة والمسيلة والزّاب
__________________
(١) الموافق ٨٨٧ ـ ٨٨٨ م.
(٢) الموافق ٩٦١ ـ ٩٦٢ م.
(٣) الموافق ٩١٨ ـ ٩١٩ م.
(٤) الموافق ٩٢٥ ـ ٩٦٢ م.