يعقوب ايضا ، واهل
المدينة يحترمون هذا الموضع ويجلونه ، وتقوم فوق النبع قناديل كثيرة ، وقد فرشوا
السجاد حول الينبوع ... ويقوم بخدمة المكان شيخان ، يدّعيان انهما من سلالة
ابراهيم ، وهما غنيان جدا ولهما ضيع واطيان واسعة وهما فخوران جدا بشرف محتدهما ،
بحيث عندما قدّم السلطان مراد الى المدينة في طريقة الى بغداد لينقذها «من الفرس»
، لم يذهبا لزيارته ، بل اصرا ان يأتي هو بنفسه إلى عندهما ، ففعل دون ادنى
امتعاض.
ان الينبوع
المذكور يخرج من تحت اسس المسجد ليصب في حوض كبير فيه سمك ، وماؤه صاف جدا ، يقوم
عن يمين الحوض مسجد فخم له اروقة تطل على الفسقية ، والى اليسار حديقة غناء وفي
الحوض اسماك جميلة ، امر السلطان المذكور ان يقدم لها كل يوم مئة رغيف من الخبز
طعاما لها. كما ان المؤمنين الذين يؤمون المكان طلبا للسقاء ينثرون الخبز للاسماك
، ولا يسمح بصيد تلك الاسماك بتاتا ، وان تجاسر واحد فصاد سمكة فيقاصص بقطع يده .
وعلى مسافة قريبة
من الحوض ، توجد بركة اخرى يطلق عليها اسم بركة عبدة ابراهيم ، ويقولون ان هذه
العبدة سقطت من القلعة العالية في الحوض. ويقوم على جانبي البركة عامودان جميلان
للغاية ينسبونهما الى نمرود Nembrot ويروون عن هاتين البركتين الف حكاية
...
__________________