قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء [ ج ٦ ]

إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء [ ج ٦ ]

372/525
*

عريق بلاد الشام درة تاجها

غياث بني الآداب مأوى المطرد

منها :

أخا منجك يا أكمل الناس فطنة

وأشرفهم بيتا بغير تردد

صبغت العلا بالمكرمات فلم تحل

وينكر في الأعراض غير التجدد

أمولاي يا بدر المعالي وشمسها

ويا رحلة الآمال من غير موعد

لقد ذلقت في وصف مجدك ألسن

وعجّت به الركبان في كل مشهد

وأهدت لنا من بحر طبعك لؤلؤا

على الطرس حتى كاد يلقط باليد

منها :

فأسلفتك الإعظام والودّ موفيا

حقوق معاليك التي لم تعدد

وقدمت من فكري إليك ألوكة

حبتك بمغبوط من المدح سرمد

تخبر عما في القلوب من الجوى

ويأتيك بالأخبار من لم تزود

فأوجب لها حقا وأنعم بمثلها

وعفني بنظم من عقودك يحمد

أروّي بها من لاعج الشوق والنوى

غليل فؤاد بالصبابة مكمد

وآخرها :

فأنت لجفن الدهر سيف وناظر

ولولاك لم يبصر ولم يتقلد

ثم أعقبها بقطعة نثر وهي : حامل لواء النظم والنثر ، وحامي بيضته عن الصدع والكسر ، محل استواء شموس الكرم ، العاصر بمجده عنقود الثريا تحت القدم ، واسطة قلادة الفضائل وعد نظامها ، وبيت قصيدة الآداب ورونق كلامها ، جناب الأمير ابن الأمير ، والعطر بين العبير ، لابرحت ظلال معاليه ممتدة على مفارق الأيام ، وظل حساده أقلص من جفون العاشق عن طيب المنام. هذا ولو أوتي الداعي له زكن إياس * ، واستضاء من محاضرة أبي الفرج بنبراس ، وملك براعة ابن العميد ، وأحرز خطب ابن نباتة وبداهة عبد الحميد ، وأعطي بلاغة الصاحب ونوادر أبي القندين (١) ، ونال مقامات البديع

__________________

(*) هو إياس بن معاوية المزني قاضي البصرة ، والزكن : الفطنة والحدس الصادق.

(١) أبو القندين هو الأصمعي. قاله نصر ا ه من هامش خلاصة الأثر.