كان بارعا ماهرا بليغا ، وله مباشرة وفضل ، باشر ديوان الإنشاء ووكالة بيت المال بدمشق ، إلى أن توفي بها سنة تسع وخمسين وسبعمائة عن نيف وخمسين سنة رحمهالله تعالى.
٣٦٧ ـ إبراهيم بن الشهاب محمود المتوفى سنة ٧٦٠
إبراهيم بن محمود بن سلمان بن فهد الحلبي جمال الدين.
ولد سنة ٦٧٦ في شعبان ، وسمع من الدمياطي والأرموي (١) ، وحدث عن أبيه ، وأجازت له العجوز زينب بنت مكي حديثا عن الشيخ برهان الدين الشامي وغيره (٢). وكان قدومه القاهرة من حلب صحبة أبيه ، فكتب في الإنشاء. وكان علاء الدين بن الأثير يأنس به ويركن إليه. واستقر هو في كتابة السر بحلب بعد عزل عماد الدين بن القيسراني ، فباشرها ست عشرة سنة إلى أن صرف بتاج الدين بن الزين خضر في سنة ٣٣ ، ثم رتب في ديوان الإنشاء بمصر عن علاء الدين بن فضل الله وباشر توقيع الدست ، ثم أعيد إلى كتابة السر بحلب في سنة ٤٧ ، ثم عزل بابن السفاح ، ثم أعيد ، وكان ابنه كمال الدين يسد عنه إلى أن صرف في ربيع الأول سنة ٥٩ ، واستمر بطالا إلى أن مات يوم عرفة ، وقيل في ليلة سابعه. وأرخه شيخنا في شوال سنة ستين وسبعمائة ، والأول أقوى لأنه قول الصفدي وهو أخبر به.
ومن شعره :
إن اسم من أهواه تصحيفه |
|
وصف لقلب المدنف العاني |
وشطره من قبل تصحيفه |
|
يقاد فيه المذنب الجاني |
وقال في المنهل الصافي : سمع من والده وأجاز له جماعة من المشايخ وحدث بالقاهرة ، سمع بها عليه شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني والإمام شمس الدين محمد بن جابر وعبد الرحمن بن يوسف المزي وآخرون ، وحدث بحلب سمع منه بها الحافظ زين الدين العراقي والشيخ أبو الحسن نور الدين الهيثمي وابن البنا الدمشقي وابن حبيب والخطيب ناصر الدين
__________________
(١) في «الدرر الكامنة» : والأبرقوهي.
(٢) في «الدرر الكامنة» : وأجاز له الفخر وزينب بنت مكي ، حدثنا عنه الشيخ ...