يقول : سمعت أبا
يعلى عبد المؤمن بن خلف بن طفيل بن زيد يقول : سمعت عمي أبا حامد زيد ابن طفيل بن
زيد بن طفيل بن شريك بن شماس بن زيد بن الحارث التميمي ثم العمّي يقول : سمعت أبي
طفيلا يقول : كان بين تميم والأزد خماشة ، فجمع كل واحد منهما جيشه وتحاربوا ،
فكانت الدبرة على بني تميم ، فوقع طفيل بن شريك بخراسان [١٦ ب] وعبر النهر منهزما
، فلما عبر النهر نزل على الرّبيع فأكرمه ، فتقدم أهل بيته وقالوا : هذا رجل مذكور
شريف مع حشم كثير ، ولسنا نأمن أن يكون له طلب ، فيقع لك منه ملامة وصداع ، فقال
لهم : لو ذهب مالي وملكي ما خلّيت عنه ولا نلته بغير ما يحبّ ، ثم تحوّل من عنده
إلى كسبة فولد له زيد بقهندز كسبة ، وكان طفيل رجلا صالحا ، وكان يحيي الليل وكان
يصلي في بعض الليالي ، وقد كان صحبه غلام يقال له واضح ، وكان معه كلب أسود بهيم
ليس فيه بياض لحقه من القبيلة على أثر دوابهم.
فلما أن كان في
بعض الليالي كان يصلي وكان الكلب رابضا بمعزل ، فجاء شخص فقال له الكلب : ما وراءك؟
قال : وافيت من العراق الليلة والخبر أن الخليفة قد توفي فهل عندك شيء نأكله؟ فقال
: إن سيدنا رجل صالح ولا يرفع شيئا ولا يضعه إلا يذكر الله تعالى ويسمّيه ، ولكن
هذا الغلام قد شوى طيرا بسفود والسفود هناك موضوع ، فإن أردت ذلك فالحسه ، فلما
أصبح دخل الغلام عليه ، فسلم عليه من عند الدواب فقال : يا واضح قد رأيت البارحة
عجبا؟ فقال : يا سيدي! ما ذاك؟ فقال : أين الكلب؟ إني كنت أصلي فجاء شخص فكلّم
كلبنا بما مضى ذكره! فقال الغلام : يا سيدي! لو كنت أسمع هذا من غيرك ما صدقته ،
ولكن كيف يمكنني أن أرد عليك ذلك ، فما كان بأسرع أن أقبل فقال : تعال تعال ، فلما
أقبل قال له : ما كان الكلام الذي كان منك البارحة؟ فوثب الكلب وولّى منهزما ، فما
رؤي بعد ذلك ، قال : فدعا بدواة وكتب التاريخ ، وما ذكر من موت الخليفة ، فما خالف
ما ذكر وكان كما ذكر.
٢٧٩. أبو ثابت زيد بن أحمد بن يوسف بن يعقوب المؤذّن النّسفيّ
ابن بنت أحمد بن
حامد المقرئ. سمع جده تفسير أبي معاذ النحوي. مات عشاء ليلة الأحد لليلتين بقيتا
من ذي الحجة سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
__________________