كان ليلة أسري برسول الله صلىاللهعليهوسلم ، لقي إبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، فتذاكروا الساعة متى هي؟ فبدءوا بإبراهيم فسألوه عنها فلم يكن عنده منها علم ، وسألوا موسى فلم يكن عنده منها علم ، فردّوا الحديث إلى عيسى ، فقال : عهد الله إليّ فيما دون وجبتها ، فأمّا وجبتها فلا يعلمها إلّا الله ـ فذكر من خروج الدجال ـ ما؟؟؟ عبط (١) ما قبله فيرجع الناس إلى بلادهم فيستقبلهم يأجوج ومأجوج ، وهم من كلّ حدب ينسلون ، لا يمرّون بماء إلّا شربوه ، ولا شيء إلّا أفسدوه ، فيجأرون إليّ ، فأدعو الله فيميتهم ، فتجيف الأرض من ريحهم ، فيجأرون إليّ ، فأدعو الله فيرسل السماء بالماء ، فتحملهم فتقذف أجسامهم في البحر ، ثم تنسف الجبال ، وتمدّ الأرض مدّ الأديم ، وعهد الله إليّ أنه إذا كان ذلك ان (٢) الساعة من الناس كالحامل المتمّ لا يدري أهلها متى تفجؤهم بولادها ليلا أم نهارا.
قال العوّام : فوجدت تصديق ذلك في كتاب الله ثم قرأ (حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ، وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُ)(٣).
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو علي بن المذهب ، أنبأنا أحمد بن جعفر ، حدّثنا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي (٤) ، حدّثنا هشيم ، أنبأنا العوّام ، عن جبلة (٥) بن سحيم ، عن مؤثر (٦) بن عفازة (٧) ، عن ابن مسعود عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال :
«لقيت ليلة أسري بي إبراهيم (٨) وموسى وعيسى ، قال : فتذاكروا أمر الساعة ، قال : فردّوا أمرهم إلى إبراهيم فقال : لا علم لي بها ، قال : فردّوا الأمر إلى موسى ، فقال : لا علم لي بها ، فردّوا الأمر إلى عيسى ، فقال عيسى : أمّا وجبتها فلا يعلمها أحد إلّا الله. ذلك وفيما عهد إليّ ربي أن الدجال خارج قال : ومعي قضيبان (٩) فإذا رآني فيذوب كما يذوب الرّصاص
__________________
(١) كذا رسمها بالأصل.
(٢) كذا بالأصل والمختصر ، «ان» ولعل الصواب : «كانت».
(٣) سورة الأنبياء ، الآيتان ٩٦ و ٩٧.
(٤) رواه أحمد بن حنبل في المسند ٢ / ٧ رقم ٣٥٥٦ طبعة دار الفكر.
(٥) الأصل : حبله ، تصحيف ، والتصويب عن المسند ، مرّ التعريف به.
(٦) الأصل : «بوتر» تصحيف ، والتصويب عن المسند ، مرّ التعريف به.
(٧) الأصل : «عفاره» تصحيف ، والتصويب عن المسند.
(٨) الأصل : «أسرى بي بين إبراهيم» حذفنا «بين» فهي مقحمة ، والمثبت يوافق عبارة المسند.
(٩) الأصل : قضيبين ، تصحيف ، والمثبت عن المسند.