[عبر]
:
ومن هذا القبيل
الرجل الذي سمع بقوله عليه السلام إذا استيقظ أحدكم من منامه فلا يدخل يده في
الإناء حتى يغسلها ، فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده. فقال : أنا أدري أين باتت.
فأصبح فوجدها قد دخلت في دبره.
ومن قبيل ذلك أيضا
ما رواه البيهقي عن الأوزاعي قال : كان عندنا رجل يسافر يوم الجمعة يصطاد ولا
ينتظر الجمعة فخرج يوما فخسف ببغلته فلم يبق منها إلا أذناها ، وروي عن مجاهد أن
قوما سافروا يوم الجمعة حين زوال الشمس عليهم خيامهم [فاحترقوا] من غير أن يوروا نارا.
ومن هذا القبيل
أيضا ما روي عن أبي يحيى الساجي قال : كنا نمشي في أزقة البصرة إلى باب بعض
المحدثين فأسرعنا المشي وكان معنا رجل ماجن متهم في دينه. فقال : ارفعوا أرجلكم عن أجنحة الملائكة لا تكسروها ، كالمستهزىء ، أي بقوله صلى
الله عليه وسلم : «إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاء بما يصنع». فما زال
من موضعه حتى خفت رجلاه ، وسقط ، انتهى.
وكان في أصحاب
الحديث رجل خليع فسمع الحديث الشريف المشار إليه فجعل في نعليه مسامير من حديد
وقال أريد أن أطىء أجنحة الملائكة فصابته الأكلة في رجليه ، والآفات في نظير ذلك
كثيرة ، نسأل الله العافية والسلامة.
[ومنها] : سنة أربعين وثمانمائة فيها كان ابتداء الطاعون بحلب ، واستمر
يظهر مرة ويخفى أخرى إلى سنة إحدى وأربعين وثمانمائة فظهر ، وانتشر. وفشى ومات فيه
خلق كثير من الناس.
__________________