الاحتلال الأجنبي والاستيطان الصهيوني ، وبالتالي لوحدة مصير الأمة العربية. واتخذ المؤتمر القرارات التالية :
١ ـ إن أهالي سورية الشمالية والساحلية يعتبرون سورية الجنوبية «فلسطين» قطعة متممة لسورية.
٢ ـ رفض الهجرة الصهيونية لخطرها على كيان البلاد السياسي ورفض جعل فلسطين وطنا قوميا لليهود.
٣ ـ عدم الاعتراف بأية حكومة وطنية في فلسطين قبل أن تعترف الحكومة المحلية بالمطلبين اللذين قدمهما الفلسطينيون إلى لجنة التحقيق الأميركية وهما : عدم فصل فلسطين عن سورية ومنع الهجرة الصهيونية.
٤ ـ إن الحركة الوطنية القائمة في البلاد للمطالبة باستقلال سورية بحدودها الطبيعية تهدف إلى أمرين :
ـ إخراج المحتلين من الساحل.
ـ وإخراج المحتلين من فلسطين. (١)
وإزاء التطورات المتسارعة ، اجتمع في النادي العربي بدمشق حشد من الشخصيات الفلسطينية ، وقرّر تشكيل الجمعية العربية الفلسطينية (٣١ أيار / مايو ١٩٢٠ م). وانتخبت للجمعية لجنة إدارية من : الحاج أمين الحسيني وعارف العارف ورفيق التميمي وعزة دروزة ومعين الماضي وإبراهيم عبد الهادي ، وسليم عبد الرحمن. ودعت اللجنة إلى توحيد الجمعيات الفلسطينية في إطار للعمل المشترك ، واحتجت بشدة على قرار مؤتمر سان ريمو ، القاضي بانتداب بريطانيا على فلسطين ، وعلى تعيين هربرت سامويل اليهودي مندوبا ساميا على فلسطين. كما قامت الجمعية بإذاعة بيان عام إلى مسلمي الهند والعالم أجمع ، لفتت فيه أنظارهم إلى الخطر الصهيوني. ورفعت إلى قداسة البابا احتجاجا شديد اللهجة بصدد قضية فلسطين. وشهدت سنة ١٩٢٠ انعطافا في الحركة القومية العربية بصورة عامة ، والحركة الوطنية الفلسطينية بصورة خاصة ، كان العامل الخارجي هو الأكثر تأثيرا في فرض المسارات اللاحقة.
فبعد إقرار ميثاق عصبة الأمم (٢٨ نيسان / أبريل ١٩١٩ م) الذي تضمن نظام الانتداب ، وتوقيع معاهدة فرساي (٢٨ حزيران / يونيو ١٩١٩ م) ، حملت سنة ١٩٢٠ م سلسلة من الأحداث كان لها أثر مباشر على التطورات في فلسطين. فقد بادر المؤتمر السوري العام (٨ آذار / مارس ١٩٢٠ م) ، وبعد افتضاح مخططات بريطانيا وفرنسا إزاء
__________________
(١١) المصدر نفسه ، ص ٢١٦.