ويلاحظ أنّ المتوكّل كان يشرف شخصيّا على أعمال المدينة الجديدة في الماحوزة وعلى حفر النهر الذي يمدّها بالمياه ، فانتقل من سرّ من رأى وجعل مقرّه في قرية المحمّديّة ليكون قريبا من ساحة العمل فيسهل الإشراف عليه عن قرب.
أمّا موضع قرية المحمّديّة فيقول البلاذري إنّها قريبة من الماحوزة وإنّها كانت تعرف بالأيتاخيّة نسبة إلى أيتاخ التركي ثمّ سماّها المتوكّل المحمّديّة باسم ابنه محمّد المنتصر ، وكانت تعرف أوّلا بدير أبي الصفرة ؛ وهم قوم من الخوارج غير أنّ ابن سرابيون اعتبر الأيتاخيّة والمحمّديّة قريتين منفصلتين وقال : إنّهما تقعان بالقرب من بعضهما على القاطول الأعلى الكسروي الأيتاخيّة من الشمال ، والمحمّديّة جنوبها ، وذلك على مسافة قليلة من صدره. وأضاف ابن سرابيون إلى ذلك قوله : إنّه كان على القاطول جسر من الحجارة عند الأيتاخيّة وجسر من الزواريق عند المحمّديّة. وجاء ذكر المحمّديّة أيضا فيما رواه الطبري عن مقتل أبي نصر في حوادث سنة ٢٥٦.
قصر المختار
قال الحموي في المعجم في حرف الميم : المختار قصر كان بسامرّاء من أبنية المتوكّل. ذكر أبو الحسن عليّ بن يحيى المنجّم عن أبيه قال : أخذ الواثق بيدي يوما وجعل يطوف الأبنية بسامرّاء ليختار بها بيتا يشرب فيه ، فلمّا انتهى إلى البيت المعروف بالمختار استحسنه وجعل يتأمّله وقال لي : هل رأيت أحسن من هذا البناء؟ فقلت : يمتّع الله أمير المؤمنين وتكلّمت بما حضرني ، وكانت فيها صور عجيبة من جملتها صورة بيعة فيها رهبان وأحسنها صورة شهّار البيعة ، فأمر بفرش الموضع وإصلاح المجلس وحضر الندماء والمغنّون وأخذنا في الشراب ، فلمّا انتشى في الشرب أخذ سكّينا لطيفا وكتب على حائط البيت هذه الأبيات :