تقول في آخر ورقة من المخطوط : " الحمد لله فرغنا من مطالعة جميع الرحلة المباركة في يوم الأربعاء الخامس من شهر شعبان عام أربعة وتسعين ومائتين وألف (١٥ غشت ١٨٧٧) بمحلّة مولانا أمير المؤمنين المؤيد بنصر الله الكريم المتين مولانا الحسن بن أخينا سيدي محمد رحمهالله ، أدام الله نصره في الخافقين وأعانه بمنه آمين وأعلى مناره في علّيين ، ببلاد زمور بقرب؟ ضاية رومي ..."
عدد أوراق المخطوط بسفريها ٧١٤ ، مسطرتها ٢١ مقياسها ٢٩ على ٢١.
٩) مخطوطة الخزانة العامة (٩) رقم ٢٣٩٩ / ك :
هي السّفر الثاني من الرحلة وكانت في الأصل ملكا للخزانة الكتانية ، ولذلك يرمز لها بحرف الكاف. أوراقها تصل إلى ٣٦٠ ورقة ، مسطرتها ١٩ سطرا ، مقياسها : ٢٤ ـ ١٨.
النسخة خيطت بالغلط على نحو النسخة السابقة التي تحمل في الخزانة الحسنية رقم ٨٤٨٨ ، وهي مبتورة الأول على عادة معظم المخطوطات ، لكن البتر البيّن فيها والذي كان على ما يبدو متعمدا هو الذي يتصل بزيارة ابن بطوطة للأندلس. وموضوع الزيارة هذا هو الذي اهتم به المستشرق المعروف الأستاذ ليفي بروفنصال الذي كان على ما نعلم ، صديقا للشيخ عبد الحي الكتاني. فلا يبعد أن يكون الشيخ أعاره هذه الورقات الخاصة بالأندلس فلم يعدها بروفنصال إلى صاحبها على عكس ما كان بالنسبة لمخطوطة صلة الصلة لابن الزبير (١٠)
وهذه النسخة الكتانية لها شبه بالنسخة التي تحمل رقم ٨٤٨٨ في الخزانة الحسنية في ضبطها وتوثيقها وتصحيحها اعتمادا على النسخة الأصلية على ما يبدو من بعض الهوامش التي كتبها الشيخ الكتاني رحمهالله ...
__________________
(٩) أمام الحاجة الملحة لمنح مدينة الرباط فرصة للظهور بعد أن أصبحت عاصمة إدارية للمغرب في أعقاب نقل مقر العاصمة من فاس إلى الرباط عند ما قامت الأولى بثورتها الدامية ضد معاهدة الحماية الفرنسية عام ١٩١٢ ، نتيجة لذلك أنشئت الخزانة العامة سنة ١٩٢٢ لا للحفاظ فقط على الكتب ولكن لتأسيس مرجع لسائر التأليف التي لها صلة بالمغرب والشؤون الاسلامية ... وما فتئت الخزانة منذ استرجاع الاستقلال عام ١٩٥٦ تعمل تحت السلطة المباشرة لعميد جامعة محمد الخامس إلى أن انتقل الإشراف عليها إلى وزارة الثقافة ...
(١٠) حسب تقييد بخط المرحوم عبد السلام ابن سودة : وجد طرف من صلة الصلة بخزانة الكتاني من الجزء الأول والأخير وبعض الوسط ، أخذه منه المستشرق ليفي بروفنصال وطبعه على بتره. وأثناء البحث في خزانة القرويين وجدت الأطراف التي تخص الجزء بتمامها وعلى أول الجزء تحبيس كله على خزانة القرويين. وعند تقييد خزانة الكتاني وجد بها الجزء الذي أخذه بروفنصال المذكور ، وهو بها تحت عدد ٣٩١. وبمقابلته مع الأوراق التي هي الآن بخزانة القرويين نجد الخط واحدا والقالب واحدا والرقّاص متساويا مع المبتور من الجزء من غير زيادة ولا نقصان ...