أبو عبد الله (٣٧) محمد ، بن قاضي الجماعة أبي العباس (٣٨) أحمد ، بن محمد بن حسن ، بن محمد الأنصاري الخزرجي البلنسي الأصل ثم التونسي ، هو ابن الغمّاز ومنهم الخطيب أبو إسحاق إبراهيم بن حسين بن علي بن عبد الرفيع الرّبعي ، وولى أيضا قضاء الجماعة في خمس دول (٣٩) ، ومنهم الفقيه أبو علي عمر بن علي بن قدّاح الهواري وولى أيضا قضاءها وكان من من أعلام العلماء (٤٠) ، ومن عوائده أنه يستند كل يوم جمعة بعد صلاتها إلى بعض أساطين الجامع الأعظم المعروف بجامع الزيتونة (٤١) ويستفتيه الناس في المسائل ، فلما أفتى في أربعين مسألة انصرف عن مجلسه ذلك.
وأظلني بتونس عيد الفطر فحضرت المصلى وقد احتفل الناس لشهود عيدهم وبرزوا
__________________
(٣٧) عين أبو عبد الله محمد الغماز قاضيا بتونس منذ دخول أبي يحيى لهذه المدينة في يونيه عام ١٣١٨ ربيع الثاني ٧١٨.
الزركشي : تاريخ الدولتين ص ٦٦ ـ ٦٧ أطروحة عبد الرحمن عون حول الأبي سالفة الذكر.
(٣٨) كان أبو العباس ابن الغماز (الوالد) قاضيا في بجاية عام ٦٥٩ ـ ١١٢٦ ، وعين قاضيا بتونس عام ـ ١٢٧٩ ٦٧٨ وقد شغل هذه الوظيفة سبع مرات ، وقد سفر للمستنصر الحفصي لدى بعض ملوك المغرب ، توفي عام ٦٩٣ ـ ١٢٩٣ ـ العبدري : الرحلة ٢٤٠. محمد محفوظ : تراجم المؤلفين التونسيين ، ج ٣ ص ٤٦٤ ـ دار الغرب الإسلامي ، بيروت ١٤٠٤ ـ ١٩٨٤. ـ محمد الحبيب الخوجة : الحياة الثقافية بإفريقية صدر الدولة الحفصية ، مجلة الكلية الزيتونية ـ العدد ٤ ، ١٩٧٦ ـ ١٩٧٧ ـ عبد الرحمن عون : الإكمال مصدر سابق.
(٣٩) توفي الرّبعى سنة ٧٣٥ ـ ١٣٣٤ ، ولقد ورد ذكره كقاضي سنة ٧٢٩ ـ ١٣٢٩ ، ويلاحظ أن ابن حجر يقول عنه : إنه ابراهيم بن الحسن لا الحسين .. الدررI ، ٢٣ وإن الدول الخمس ترجع بنا إلى عام ٧٠٨ ـ ١٣٠٩ .. محمد الحبيب الخوجة : المجلة الزيتونية عدد ١٩٧٦ ـ ١٩٧٧ ص ١٨ ـ ٤٤ وانظر أطروحة عبد الرحمن عون حول الأبي. المعهد الأعلى لاصول الدّين ، جامعة الزيتونة ص ١٥ ـ ١٦ ـ ١٨ ـ ٥١ ـ ٥٣.
(٤٠) لم يكن ابن قدّاح معروفا فقط بشهرته في إعطاء فتاويه الفقهية ، ولكن أيضا بالمنقبة التي تميّز بها وهو أنّه يعين الموظفين في الشؤون الإسلامية وذلك بهدف أن يجد منافذ لطلبة المدارس العلمية ويفسح للآخرين مجال الفائدة ، توفي ٧٣٤ ـ ١٣٣٣. ابن القنفذ : الفارسية. ابن حجر : الدررIII ، ١٧٩ وذكره الأبّي في إكمال الاكمال ـ وله" المسائل الفقهية التي حققها زميلنا د. محمد أبو الأجفان ونشرها مركز الدراسات الاسلامية بالقيروان.
(٤١) يعتبر جامع الزيتونة الذي بني منذ عام ١١٦ ـ ٧٣٤ بتونس من أبرز المراكز الثقافية في الغرب الاسلامي ويأتي بعده جامع القرويين الذي أسس بفاس عام ٢٤٥ ـ ٨٥٩ ، ثم جامع الأزهر بمصر عام ٣٥٩ ـ ٩٧٠.
وسيلاحظ أن الرحالة المغربي الذي يذكر الزيتونة ثم الأزهر ، لم يذكر جامع فاس القرويين الذي استمر في أداء رسالته العلمية دون انقطاع ...
د. التازي : جامع القرويين ، المجلد الأول ص ١٣٣. الطبعة الأولى ، بيروت ، دار الكتاب اللبناني ١٩٧٢.