وروي أن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قال يوم بدر : تسوّموا فإنّ الملائكة قد تسوّمت (١). «والسمة : العلامة»
وكان أبو دجانة (٢) الأنصاريّ له عصابة حمراء إذا عصبها في الحرب علم الناس أنّه سيقاتل فيبلي وذلك بمحضر النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ولا بأس بلباس الحرير للرجال عند اللقاء ، أجازه مالك وغير واحد من صاحب وتابع وذلك لإرهاب العدوّ ومباهاته
وروي أن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أعطى الزّبير ساعدي ديباج ليقاتل بهما ، ولبسه أنس بن مالك في قتال فارس ، قال ابن القاسم : ولا بأس أن يتّخذ منه راية في أرض العدوّ (٣).
__________________
(١) الحديث في الأحكام السلطانية ٣٨ وفي نهاية الأرب نقلا عن نهاية ابن الأثير «سوّموا فإن الملائكة قد سوّمت» أي اعملوا لكم علامة يعرف بها بعضكم بعضا ـ انظر نهاية الأرب ٦ : ١٥٥.
(٢) أبو دجانة ت ١١ ه ـ ٦٣٢ م : سماك بن خرشة الخزرجي البياضي الأنصاري المعروف بأبي دجانة ، صحابي ، كان شجاعا بطلا له آثار جميلة في الإسلام ، شهد بدرا ، وثبت يوم أحد ، وأصيب بجراحات كثيرة واستشهد باليمامة ، كانت له مشية عجيبة في الخيلاء يضرب بها المثل ، نظر إليه النبي (صلىاللهعليهوسلم) في معركة وهو يتبختر بين الصفين فقال : هذه مشية يبغضها الله تعالى إلا في هذا المكان وكان يقال له ذو المشهرة وهي درع يلبسها في الحرب وذو السيفين لقتاله يوم أحد بسيفه وسيف رسول الله .. ـ الإصابة ٧ : ٥٧ برقم ٣٧١ والأعلام ٣ : ١٣٨. ١٣٩. وانظر أخباره في السيرة النبوية ٢ : ٥٨٩ (غزوة أحد) والأحكام السلطانية : ٤٠.
(٣) جاء في شرح السير الكبير ٤ : ١٤٢٥ برقم ٢٧٥٥ أن أبا حنيفة كره الديباج والحرير المصمت في الحرب ، ولم ير أبو يوسف ومحمد رحمهماالله بذلك بأسا في الحرب محتجا بحديث أبي هريرة : «لا بأس بلبس الحرير والديباج في الحرب» فبظاهره أخذ وقال أبو حنيفة : تأويله الملحم وهو ما يكون سداه غير حرير ولحمته حرير وهذا لا بأس بلبسه في الحرب وإن كان يكره لبسه في غير الحرب ، فأما ما يكون سداه حريرا ولحمته غير حرير فلا بأس بلبسه في الحرب وغير الحرب ، وعليه أيضا يحمل حديث الزبير أنّ له يلمق الديباج يلبسه في دار ـ