لأحد رجلين : إمّا رجل عمل فيه بطاعة الله فسعد بما سعيت به ، وإما رجل عمل فيه بمعصية الله فكنت عونا له على ذلك ، وليس أحد هذين بحقيق أن تؤثره على نفسك.
أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل ، وأبو المحاسن أسعد بن علي ، وأبو بكر أحمد بن يحيى ، وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب ، قالوا : أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفر ، أنا أبو محمّد السرخسي ، أنا أبو عمران السمرقندي ، أنا أبو محمّد الدارمي ، أنا محمّد بن الصلت ، نا منصور بن أبي الأسود ، عن الحارث بن حصيرة ، عن أبي صادق الأزدي ، عن ربيعة بن ناجذ قال : قال علي :
كونوا في الناس كالنحلة في الطير ، إنه ليس في الطير شيء إلّا وهو يستضعفها ولو يعلم الطير ما في أجوافها من البركة لم يفعلوا ذلك بها ، خالطوا الناس بألسنتكم وأجسادكم وزايلوهم بأعمالكم وقلوبكم فإنّ للمرء ما اكتسبه وهو يوم القيامة مع من أحب.
أخبرنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن عبد الله الكبريتي ، نا أبو بكر الباطرقاني ـ إملاء ـ نا أحمد بن موسى ، نا أحمد بن محمّد بن السّري ، نا عيسى بن محمّد المروزي ، نا الحسن بن حمّاد بن حمران المروزي ، نا أبو حمزة السكري.
ح وأخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي ، أنا جدي ، نا عيسى بن محمّد المروزي ، نا الحسن بن حمّاد العطار ، نا أبو حمزة محمّد بن ميمون السكري ، أخبرني إبراهيم الصّائغ ، عن حمّاد ، عن إبراهيم قال : قال علي بن أبي طالب : التوفيق خير قائد ، وحسن الخلق خير قرين ، والعقل خير صاحب ، والأدب خير ميراث ، ولا وحشة أشدّ من العجب.
أخبرنا أبو السّعادات أحمد بن أحمد بن عبد الواحد ، نا أبو جعفر بن المسلمة ـ إملاء ـ أنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد الفراء ، أنا الحسين بن أيوب الهاشمي ، نا صالح بن عمران ، نا الحسن بن بشر ، حدّثني بشر بن سالم ، عن سفيان الثوري ، عن ثوير (١) ابن أبي فاختة ، عن يحيى بن جعدة قال : قال علي بن أبي طالب :
يا حملة القرآن اعملوا به ، فإنّما العالم من علم ثم عمل بما علم ، ووافق علمه عمله ، وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم ، يخالف سريرتهم علانيتهم ، ويخالف عملهم علمهم ، يجلسون حلقا فيباهي بعضهم بعضا ، حتى أن الرجل يغضب على جليسه أن يجلس
__________________
(١) الأصل والمطبوعة : نوير ، تصحيف ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في تهذيب الكمال ٣ / ٢٨١.