فضل
الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ) .
وإذا صح الخبر الوارد في سلمان رضي الله
عنه ، فله هذه الدرجة ؛ فإنه لو كان سلمان على أمر يشنؤه الله وتلحقه المذمة من الله تعالى
بلسان الذنب عليه
لكان مضافا إلى أهل البيت من لم يذهب عنه الرجس ، فيكون لأهل البيت من ذلك بقدر ما
أضيف إليهم ، وهم المطهرون بالنص ، فسلمان منهم بلا شك.
وإذا كانت مرتبة مخلوق عند الله بهذه
المثابة أن يشرف المضاف إليهم بشرفهم ، وشرفهم ليس لأنفسهم ، وإنما الله تعالى هو
الذي اجتباهم وكساهم حلل الشرف ؛ فكيف بمن له المجد والشرف التام لنفسه ، فهو
المجيد سبحانه وتعالى ، فالمضاف إليه من عباده الذين هم عباده ، وهم الذين لا
سلطان ولا ملك لمخلوق عليهم [ في الاخرة ، قال تعالى لأبليس : ( إن عبادي ) فأضافهم إليه : ( ليس لك عليهم سلطان ) وما تجد في القرآن عباداً مضافين إليه
سبحانه إلا السعداء خاصة ، وجاء اللفظ في غيرهم بالعباد ، فما ظنك بالمعصومين
____________