ومن الطارئين
المطرّف بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن
ابن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية (١)
حاله : كان المطرّف ، ولد الخليفة (٢) عبد الله أمير المسلمين بالأندلس ، شجاعا مقداما ، جريّا ، صرفه والده الخليفة في الغزوات وقود العساكر ، وهو الذي بنى حصن لوشة ، ووقم كثيرا من الخوارج على والده.
دخوله غرناطة : قال ابن حيّان (٣) : غزا المطرّف ببشتر (٤) بسبب ابن حفصون ، إذ كان صالح الأمير عبد الله ، ودفع رهينة ابنه ، فلما امتحن الطّفل وجد غير ابنه ، فنهض إليه المطرّف ، وكان القائد على العسكر قبله عبد الملك بن أمية ، فنهض صحبته ، ونازل المطرّف ابن حفصون ، فهتك حوزته ، وتقدّم إلى بنية كان ابتناها بموضع يعرف باللّويّات (٥) ، فشرع في خرابها ، وخرج ابن حفصون ومن معه من النّصرانية يدافع عنها ، وعن كنيسة كانت بقربها ، فغلب ابن حفصون ، وهدمت الكنيسة ، وقتل في هذه الحرب حفص بن المرّة ، قائده ووجوه رجاله ، وعند الفراغ من ذلك انصرف المطرّف ، فدخل كورة إلبيرة ، وبنا لوشة ، وتقدّم منها إلى إلبيرة ودخلها ، ثم طاف بتلك الجهات والحصون ، ثم انصرف.
ذكر إيقاعه بعبد الملك بن أمية وسبب الإحنة بينه وبين أبيه.
قال (٦) : وفي هذه الحركة أوقع بعبد الملك بن أمية ؛ لما كان في نفسه لصرف والده عن عقد البيعة له وتمزيق العهد في خبر يطول. وكان والده قد أخذ عليه
__________________
(١) ترجمة المطرف وأخباره في المقتبس بتحقيق الدكتور إسماعيل العربي (ص ١٠٢ ـ ١٠٥ ، ١٣١ ـ ١٣٧) والمغرب (ج ١ ص ١٨٢) وأعمال الأعلام (القسم الثاني بتحقيق ليفي بروفنسال (ص ٢٨ ـ ٢٩) والبيان المغرب (ج ٢ ص ١٥٠).
(٢) لم يكن عبد الله بن محمد خليفة ، بل كان أميرا ، وقد حكم الأندلس من سنة ٢٧٥ ه إلى سنة ٣٠٠ ه.
(٣) قول ابن حيان في المقتبس بتحقيق الدكتور إسماعيل العربي (ص ١٣٠ ـ ١٣١) ولكن ابن الخطيب يورده هنا بتصرف.
(٤) ببشتر : بالإسبانيةbobastro ، وهي حصن منيع بالأندلس ، بينه وبين قرطبة ثمانون ميلا. الروض المعطار (ص ٧٩).
(٥) في المقتبس : «المعروف بالعرمات».
(٦) قول ابن حيان في المقتبس بتحقيق العربي (ص ١٣٣ ـ ١٣٧) ولكن ابن الخطيب يورده هنا بتصرف. ومقتل عبد الملك بن أمية كان في سنة ٢٨٢ ه.