وقيل هو الحادي عشر وفي الدرة اليتيمة وفي السنة الثانية من الهجرة أمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم بصيام عاشوراء وقال أنا أحق بموسى من اليهود (١) ثم زوج عليّا فاطمة رضي الله تعالى عنها ثم أمر بالصلاة نحو الكعبة ثم نزلت فريضة الصوم في شعبان فقاموا رمضان ثم صلى صلاة العيد وضحى بكبشين وعن بعض السلف من صام يوم الزينة أدرك ما فاته من صيام سنته ومن تصدق فيه أدرك ما فاته من صدقة السر قيل وما حكى من ورود الأغتسال فيه والاكتحال ومسح رؤوس الأيتام والأطفال ، فلا أصل لذلك من شريعة سيد الأنام كما نبه عليه العلماء الأعلام وفيه يوسع أهل المدينة في معاشهم ويتهادون بالأطعمة وذلك من السنن السنية.
وما أحسن ما قال :
وسع على أهلك في رزقهم |
|
وكن لما تملكه منفقا |
فالمرء لا يرزق إلا على |
|
مقدار ما وسع أو ضيقا |
وفي غضون هذا الشهر يكون قدوم الركب العراقي (فينزل) في مراحة وهو شمال العريض من شرقي المدينة ويكون له سوق هنالك وتعمر به هاتيك المسالك وبالجملة فإنه من المواسم المشهودة والأيام المعدودة.
هنيت يا ذا العلا بشهر صفر |
|
مظفرا بالعد وأي ظفر |
ودمت يا ذا النوال في دعة |
|
يرعاك مولاك في إقامة وسفر |
شهر صفر الخير في أوائله ـ يفرش المسجد النبوي وتخرج الربعات الشريفة من الحجرة المعطرة إلى الروضة المطهرة ويشرع العلماء في إلقاء الدروس ومن محاسن المدينة الشريفة أن أهلها لا يعنون (٢) بعلوم الفلسفة والرياضة بل ولا كتب الكلام والجدل إلا ما شذ من الأعاجم الواردة إليها من الآفاق وإنما همتهم في الشرعيات وما يحتاج إليه من العربية وكان يقال قل ما شئت في؟؟؟ المتحبى بالفلسفة من الركاكة والفسفسة وقلما يحرس مهجته من لا يخرس لهجته وكان يقال العلوم ثلاثة رئيسية ونفسية وخسيسة فأما الرئيسة فهي الشرعية كالفقه والحديث والتفسير وما في معناها وأما النفسية فهي العربية وهي على ثلاثة عشر علما كما في المنهل
__________________
(١) أخرجه البخاري في الصوم (٤ / ٢٨٧) ـ الحديث (٢٠٠٤). وأخرجه مسلم في الصوم (٢ / ٧٩٥) ـ الحديث (١٢٧ / ١١٣٠). والإمام أحمد في مسنده (٤ / ٥٠٧) ـ الحديث (١٩٧٤٤) بنحوه.
(٢) في ب [يعتنون].