المرتب عليه للدولة العثمانية. فنجح الشيخ «حسن الحلواني» في مهمته ، وكان موضع التجلة والإكرام من أمير نجد ، وقد نشأ الشيخ أمين في طلب العلم ، واقتناء المصنفات الجيدة ، ولا سيما المخطوطة ، وقام بالتدريس في الحرم النبوي الشريف (٧) ، ولعل عبارة وردت في الكتاب الذي اختصره «مطالع السعود» تدل على طلبه للعلم في الجامع الأزهر بمصر (٨) ـ رحمهالله ـ ودوّن ذلك قائلا :
«وأما الشيخ عبد الرحمن المذكور فقد أدركته في الجامع الأزهر ، يدرس مذهب الحنابلة ، وكان شيخ رواق الحنابلة سنة ١٢٧٣ ه وتوفى سنة ١٢٧٤ ه وكان عالما ، فقيها ، ذا سمت حسن يظهر عليه التقوى والصلاح» (٩) ، ولا يستبعد تأثر الشيخ الحلواني بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الإصلاحية بعد التقائه بابنه الشيخ عبد الرحمن ـ رحمهماالله ـ لما يعكسه اسم أحد مؤلفاته الذي ظهر في سنة ١٣١٢ ه تحت عنوان «السيول المغرقة على الصواعق المحرقة».
ويذكر الخطيب أن الكتاب رد على السيد أحمد سعد المدني (١٠) من المنتمين الى طريقة الشيخ أبي الهدى الصيادي (١١) ، لكن الشيخ أمين حلواني لم يصرح في هذا الرد باسمه وانتحل اسما مستعارا هو «عبد الباسط المنوفي» (١٢).
انتاج الحلواني العلمي والأدبي :
لقد اشتهر الحلواني باختصاره لكتاب «مطالع السعود» الذي يشتمل على أخبار بغداد من سنة ١٨١١ ـ ١٢٤٢ ه / ١٧٧٤ ـ ١٨٢٦ م (١٣) وقد نشره الحلواني في بومباي بالهند سنة ١٣٠٤ / ١٨٨٦ (١٤) ، ثم أعاد نشره محب الدين الخطيب في القاهرة سنة ١٣٧١ ه / ١٩٥٣ م (١٥) وقد اشتملت مقدمة الكتاب على ترجمة «لعثمان بن سند البصري» قام بكتابتها «محمد بهجة الأثري» وترجمة «لأمين الحلواني» ملقيا الضوء على مشاركته العلمية في جوانب متعددة من تراثنا الإسلامي والعربي ، ويظهر أن «الحلواني» اهتم بتاريخ «ابن سند» هذا فاستنسخ عدة نسخ منه ، كالنسخة التي توجد في المكتبة العباسية بالبصرة ، التي فرغ منها في «قصبة الزبير» آخر ذي الحجة ١٢٦٦ ه في ٢٧٧ صفحة ، ونسخة ثالثة بمكتبة المرحوم «إبراهيم