المرتب عليه
للدولة العثمانية. فنجح الشيخ «حسن الحلواني» في مهمته ، وكان موضع التجلة
والإكرام من أمير نجد ، وقد نشأ الشيخ أمين في طلب العلم ، واقتناء المصنفات
الجيدة ، ولا سيما المخطوطة ، وقام بالتدريس في الحرم النبوي الشريف ، ولعل عبارة وردت في الكتاب الذي اختصره «مطالع السعود»
تدل على طلبه للعلم في الجامع الأزهر بمصر ـ رحمهالله ـ ودوّن ذلك قائلا :
«وأما الشيخ عبد
الرحمن المذكور فقد أدركته في الجامع الأزهر ، يدرس مذهب الحنابلة ، وكان شيخ رواق
الحنابلة سنة ١٢٧٣ ه وتوفى سنة ١٢٧٤ ه وكان عالما ، فقيها ، ذا سمت حسن يظهر
عليه التقوى والصلاح» ، ولا يستبعد تأثر الشيخ الحلواني بدعوة الشيخ محمد بن عبد
الوهاب الإصلاحية بعد التقائه بابنه الشيخ عبد الرحمن ـ رحمهماالله ـ لما يعكسه اسم أحد مؤلفاته الذي ظهر في سنة ١٣١٢ ه تحت
عنوان «السيول المغرقة على الصواعق المحرقة».
ويذكر الخطيب أن
الكتاب رد على السيد أحمد سعد المدني من المنتمين الى طريقة الشيخ أبي الهدى الصيادي ، لكن الشيخ أمين حلواني لم يصرح في هذا الرد باسمه وانتحل
اسما مستعارا هو «عبد الباسط المنوفي» .
انتاج الحلواني
العلمي والأدبي :
لقد اشتهر
الحلواني باختصاره لكتاب «مطالع السعود» الذي يشتمل على أخبار بغداد من سنة ١٨١١ ـ
١٢٤٢ ه / ١٧٧٤ ـ ١٨٢٦ م وقد نشره الحلواني في بومباي بالهند سنة ١٣٠٤ / ١٨٨٦ ، ثم أعاد نشره محب الدين الخطيب في القاهرة سنة ١٣٧١ ه /
١٩٥٣ م وقد اشتملت مقدمة الكتاب على ترجمة «لعثمان بن سند البصري»
قام بكتابتها «محمد بهجة الأثري» وترجمة «لأمين الحلواني» ملقيا الضوء على مشاركته
العلمية في جوانب متعددة من تراثنا الإسلامي والعربي ، ويظهر أن «الحلواني» اهتم
بتاريخ «ابن سند» هذا فاستنسخ عدة نسخ منه ، كالنسخة التي توجد في المكتبة
العباسية بالبصرة ، التي فرغ منها في «قصبة الزبير» آخر ذي الحجة ١٢٦٦ ه في ٢٧٧
صفحة ، ونسخة ثالثة بمكتبة المرحوم «إبراهيم