ما اليأس منك على التصبّر حاملي |
|
أيأستني فكأنني لم أيأس |
لمّا ذهبت بكلّ حسن أصبحت |
|
نفسي تعاني شجو كلّ الأنفس |
أصباح أيّامي ليال كلّها |
|
لا تنجلي عن صبحك المتنفّس |
وقال في ذلك : [مجزوء الكامل]
أعلمت ما صنع الفرا |
|
ق غداة جدّ به الرّفاق؟ |
ووقفت منهم حيث للن |
|
نظرات والدمع استباق |
سبقت مطاياهم فما |
|
أبطا (١) |
أأطقت حمل صدودهم |
|
للبين خطب لا يطاق |
عن ذات عرق أصعدوا |
|
أتقول دارهم العراق |
نزلوا ببرقة ثمهد |
|
فلذاك ما شئت البراق |
وتيامنوا عسفان أن |
|
يقفوا بمجتمع الرّفاق |
ما ضرّهم وهم المنى |
|
لو وافقوا بعض الوفاق |
قالوا تفرّقنا غدا |
|
فشغلت عن وعد التّلاق |
عمدا رأوا قتل العمي |
|
د فكان عيشك في اتّفاق |
أولى لجسمك أن يرقّ |
|
ودمع عينك أن يراق |
أمّا الفؤاد فعندهم |
|
دعه ودعوى الاشتياق |
أعتاد حبّ محلهم |
|
فمحلّ صدرك عنه ضاق |
واها لسالفة الشبا |
|
ب مضت بأيامي الرقاق |
أبقت حرارة لوعة |
|
بين الترائب والتّراق |
لا تنطفي وورودها |
|
من أدمعي كأس دهاق |
وقال أيضا : [الكامل]
يا موحشي والبعد دون لقائه |
|
أدعوك عن شحط وإن لم تسمع |
يدنيك مني الشوق حتى إنني |
|
لأراك رأي العين لو لا أدمعي |
وأحنّ شوقا للنّسيم إذا سرى |
|
لحديثكم وأصيح كالمستطلع |
كان اللّقاء (٢) فكان حظّي ناظري |
|
وسط الفراق فصار حظّي مسمعي (٣) |
__________________
(١) في الأصل : «أبطى» ، وجاءت هنا مخفّفة عن الأصل وهو : «أبطأ».
(٢) في الأصل : «اللقا» وهكذا ينكسر الوزن.
(٣) في الأصل : «مسمع».