اللغة العربية وتوطيدها بالبلاد المصرية ، وشد أزرها ضد اللغة القومية التي غزاها الإسلام بلغته العربية العريقة. والثانية دعم أسس الديانة الإسلامية ووقوفها تسند الإسلام بكل ما انبعث فيها من المجهودات العقلية والروحية.
والخطة التي انتهجها الأزهر تتلخص في أنه بعد زوال الدولة الفاطمية وعمل صلاح الدين على إبادة آثارها ، أدخلت المذاهب الأربعة في الأزهر وصارت سواسية في التدريس فيه ، وكان لكل مذهب شيخ ، وله مطلق السلطة على الأساتذة والطلاب الدين ينضمون تحت لواء مذهبه.
وكان من آثار الأزهر فوق هذا أن جعل لمصر مكانة ممتازة وسلطانا أدبيا على شعوب الشرق ، وأصبحت البلاد الشرقية تنظر إلى مصر نظرة الحائر إلى الهادي المرشد. وتعترف لها بالفضل والعلم.
وكان التعليم فيه على ثلاث مراحل : المرحلة الأولى يبدأ التلميذ فيها بتعلم الهجاء والقراءة والكتابة ويحفظ ما تيسر من القرآن عن ظهر قلب ليكون هذا الجزء المادة التي يستطيع أن يطبق التلميذ فيها عمليا ما أخذ من المعلومات النظرية في تعلمه قواعد الهجاء والكتابة ، فيطالب التلميذ بكتابة هذا الجزء وقراءته ، ثم ينتقل من هذا الجزء إلى غيره كتابة وقراءة وحفظا حتى يتم القرآن وهذه أول مراحل التعليم ، ويكون التلميذ فيها قد تعلم القراءة والكتابة وتستغرق هذه المرحلة من سنتين إلى ثلاث.
ثم ينتقل إلى المرحلة الثانية ويظل تحت إشراف أستاذه ، يعطيه دروسا في القراءة والكتابة ، وموضوعات إنشائية سهلة تتدرج فيها من السهولة إلى الصعوبة ، متمشيا في ذلك مع النمو العقلي للتلميذ ، ويكون التلميذ في هذه السن على أبواب دور المراهقة وكل ما استفاده من هذه البرامج تحصيله للقرآن الشريف ، فالتلميذ يستطيع أن يستغل ما حفظه منه في تعمير حياته الروحية ، وتلاوته تكون سلواه وأنيسه ، ويتخير من الآيات ما يتفق ونفسه فيستعملها في دعائه وعبادته وصلاته كل يوم ، وتكون قواه