«ولو أغار إنسانٌ من أهل المقاصير على مقصورة» وفي رواية محمد : «وإن أعان إنسانٌ من أهل المقاصير إنسانا على متاع مَنْ يَسْكن مقصورةً أخرى» وكأنه أصح وإن كان الأوّل أكثَر ، وفي مختصر الكرخي : «وكذلك إن أغار بعضُ أهل تلك المقاصير على مقصورةٍ فسرق منها وخرج به منها إلى صَحْن الدار قُطِع» والمقصورةُ حُجْرة من حُجَر دارٍ واسعة مُحصَّنةٍ بالحيطان.
و (الغارُ) الكهف وجمعه (غِيران) وبتصغيره جرى المثل «عسى الغُوَيْر أبْؤُسا» (١) وقيل : هو ماء لكلبٍ (٢٠١ / ا) يُضرب لكل (٢) ما يُخاف أن يأتي منه شرُّ ، وقد تمثَّل به عمر رضياللهعنه حين أتاه سُنَيْنٌ أبو جميلةَ بمنبوذٍ (٣) ومرادُه اتّهامُه إياه أن يكون صاحبَ المنبوذ ، ويَدُلُّ عليه أنه لما قال ذلك ، قال عريفُه أي الذي بينه وبينه معرفةٌ : «إنَّه وإنَّه» فأثنى عليه خيرا ، أراد أنه أمينٌ وأنه عفيفٌ ، والبأسُ : الشدةُ. وقصّةُ المثل وتمام شرْحه في المُعْرب ، وفيه (٤) :
«ما للجمال مَشْيِها وَئِيدا (٥)».
بالجرّ على البدل ، والمعنى : «ما لمشْي الجمال ثقيلاً» هكذا رُوي عن القُتبيّ.
و (الغار) شجرٌ عظيم ، ورقُه أطول من ورق الخِلاف ، طيّبُ الريحِ ، وحَمْله يقال له الدَهْمُسْتُ.
__________________
(١) مجمع الأمثال ٢ / ١٧ وانظر الذيل «أفعال المقاربة».
(٢) ع : يضرب مثلاً لكل.
(٣) أي لقيط. وترجمة سنين في الاستيعاب ٣ / ٦٨٩.
(٤) في الأصل : «وفيهٍ» بتنوين الآخر ، وفي هامش الأصل : «قوله وفيهٍ» ، أي وافٍ يعني تام شرحه». وأثبت ما في ع.
(٥) ينسب البيت للزباء ، وهو شاهد نحوي مشهور. ويروى برفع «مشيها». وبعده : أجندلاً يحملن أم حديدا.