الأديب ، يلقّب شميم.
قدم بغداد وأقام مدّة ، فقرأ النّحو على أبي محمد ابن الخشّاب وغيره من الأدباء ، حتّى حصّل طرفا جيّدا من النّحو واللّغة العربية ، وحفظ جملا من أشعار العرب. وسافر عنها إلى الموصل ، فأقام بها إلى أن توفي. ودخل بلاد الشام ومدح أمراءها. وكان يقول شعرا جيّدا. وجمع من شعره كتابا سمّاه «الحماسة» وكان مع فضله مهووسا ضعيف العقيدة ؛ سمعت جماعة يسيئون الثّناء عليه.
ومن شعره في «حماسته» :
لا تسرحنّ الطّرف في بقر المها |
|
فمصارع الآجال في الآجال (١) |
كم نظرة أردت وما أخذت يد ال |
|
مصمي لمن قتلت أداة قتال |
سنحت وما سمحت بتسليم وإغ |
|
لال التّحية فعلة المغتال (٢) |
أضللت قلبي عندهنّ ورحت أن |
|
شده بذات الضّال ضلّ ضلالي |
ألوي بألوية العقيق على الطلو |
|
ل مسائلا من لا يجيب سؤالي |
تربت يدي في مقصدي من لا يدي |
|
قودي وأولى لي بها أولى لي (٣) |
يا قاتل الله الدّمى كم من دم |
|
أجرين حلّا كان غير حلال |
أشلين ذلّ اليتم في الأشياء لي |
|
وفتكن بالآساد في الأغيال |
ونفرن حين ذكرن إقبالي ولو |
|
أني نفرت لكان من إقبالي |
لكن أبى رعيي ذمام الحبّ أن |
|
أدلي الوفاء قطيعة من قالي |
__________________
في الجامع المختصر ٩ / ١٥٧ ، وابن خلكان في وفيات الأعيان ٣ / ٣٣٩ ، والذهبي في كتبه ومنها : تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٠ ، والمشتبه ١٦٨ و ٤٧٤ ، والعبر ٥ / ٢ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٤١١ وفيه مزيد مصادر لترجمته.
(١) الآجال الثانية جمع إجل ، وهو قطيع البقر.
(٢) الإغلال : الخيانة والسرقة.
(٣) يدي : يدفع الدية ، والقود : الدية.