ذكر الأيام التي كان الخلفاء الفاطميون يتخذونها أعيادا ،
ومواسم تتسع بها أحوال الرعية ، وتكثر نعمهم
وكان للخلفاء
الفاطميين في طول السنة : أعياد ومواسم ، وهي : موسم رأس السنة ، وموسم أوّل العام
، ويوم عاشوراء ، ومولد النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، ومولد عليّ بن أبي طالب رضياللهعنه ، ومولد الحسن ، ومولد الحسين عليهماالسلام ، ومولد فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، ومولد الخليفة الحاضر ، وليلة أوّل رجب ، وليلة نصفه ،
وليلة أوّل شعبان ، وليلة نصفه ، وموسم ليلة رمضان ، وغرّة رمضان ، وسماط رمضان ،
وليلة الختم ، وموسم عيد الفطر ، وموسم عيد النحر ، وعيد الغدير ، وكسوة الشتاء ،
وكسوة الصيف ، وموسم فتح الخليج ، ويوم النوروز ، ويوم الغطاس ، ويوم الميلاد ،
وخميس العدس ، وأيام الركوبات.
موسم رأس السنة :
وكان للخلفاء الفاطميين اعتناء بليلة أوّل المحرّم في كل عام لأنها أوّل ليالي
السنة وابتداء أوقاتها ، وكان من رسومهم في ليلة رأس السنة أن يعمل بمطبخ القصر
عدّة كثيرة من الخراف المقموم والكثير من الرءوس المقموم ، وتفرّق على جميع أرباب
الرتب ، وأصحاب الدواوين من العوالي والأدوان أرباب السيوف والأقلام مع جفان اللبن
، والخبز ، وأنواع الحلواء ، فيعمّ ذلك سائر الناس من خاص الخليفة ، وجهاته
والأستاذين المحنكين إلى أرباب الضوء ، وهم المشاعلية ، ويتنقل ذلك في أيدي أهل
القاهرة ومصر.
موسم أوّل العام :
وكان لهم بأوّل العام عناية كبيرة فيه ، يركب الخليفة بزيه المفخم ، وهيئته
العظيمة كما تقدّم ، ويفرّق فيه دنانير الغرّة التي مرّ ذكرها عند ذكر دار الضرب ،
ويفرّق من السماط الذي يعمل بالقصر لأعيان أرباب الخدم من أرباب السيوف ، والأقلام
بتقرير مرتب ، خرفان شواء ، وزبادي طعام وجامات حلواء ، وخبر وقطع منفوخة من سكر ،
وأرز بلبن ، وسكر ، فيتناول الناس من ذلك ما يجل وصفه ، ويتبسطون بما يصل إليهم من
دنانير الغرّة من رسوم الركوب كما شرح فيما تقدّم.
يوم عاشوراء : كانوا يتخذونه يوم حزن تتعطل فيه الأسواق ، ويعمل فيه
السماط
__________________