أزهاره [٨ ب] ، ونثر درهمه وديناره ، وحيّا ورده وبهاره ، وصافح آسه وجلّناره ، وأطاب تنآه وأخباره ، وأمالت بنشأتها قدوده ، وأخجلت (١) بقبلتها خدوده ، وحشّدت (٢) جنوده ، وحشرت بيضه وسوده ، ونشرت (٣) ألويته وبنوده ، وملأت تهائمه ونجوده ، ونظمت جواهره وعقوده ، وأعطت (٤) مواثيقه وعهوده : [من الطويل]
محلّ كأنّ الشمس تخجل كلما |
|
نضت ثوبها عن معطفيه مغيبا |
تنم رياح الخلد منه لأهله |
|
ويطفح تسنيم ويرشح طيبا (٥) |
ثم جزنا بأعين التّوت (٦) وهي في أمر مريج (٧) ، وشهيق وعجيج ، وزفير ونشيج ، ولغط وضجيج ، واضطراب والتواء ، واعوجاج واستواء ، وشكوى مما صنعته يد النّوى ، وما أثارته وأثرته شدّة الهوى ، (ولم نزل) (٨) نجدّ في السير ولا نرفق ، حتى نزلنا تعالي النهار من يوم الأربعاء عشرين شهر رمضان بمنزلة خان الفندق (٩) على عين ماء بارد
__________________
(١) وردت في (ع): «وأمحلت».
(٢) وردت في (ع): «وحدت».
(٣) وردت هذه العبارة في (ع): «وحشرت بيضه وشهوده وسدت ألويته ...».
(٤) سقطت هذه الكلمة من (ع).
(٥) البيتان في تاج المفرق ١ : ٢٤٥ بلا عزو وورد هذان البيتان في (ع) :
الشمس تخجل كلما بها عن معطفيه مغيبا |
|
الخلد منه لأهله نسيم ويرجح طوبى |
(٦) وردت في (ع): «باعن التوت».
(٧) وردت في الأصل و (ع): «مربح» ، وما أثبتناه من (م) والمريج : الملتوي الأعوج ، وفي القرآن : (فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ) انظر : لسان العرب ٢ : ٣٦٥.
(٨) ما بين القوسين ساقط من الأصل وأثبتنا ما في (م) و (ع).
(٩) ويسمى خان العروس ، وهو من بناء صلاح الدّين الأيوبيّ ، وعليه كتابة فوق بابه تسميه بالفندق ، وتاريخ بنائه سنة ٥٧٧ ه. انظر : رحلة الخياري (الهامش) ١ : ١٧٨.