ومن صفاته أيضا
شجاعته ، وإصراره على بلوغ هدفه وثقته بالله وإيمانه الشديد به سبحانه وتعالى :
مثال : أثناء عزمه
زيارة فنجستان يقول :
«ولما عقدنا العزم
على الرحيل قدم إلينا الشباب والشيوخ وقالوا لنا إذا ذهبتم إلى فونجستان فإن
جيادكم سوف تهلك من الحر والجوع ، ولا تأمنون عادية اللصوص من الزنوج وبسطوا إلينا
الرجاء ألا نمضى فقلت إن الخوف لا يدخلنى مطلقا ، لأن الله تعالى : (والحافظون
لحدود الله) ، وقد حفظت منذ أربعين عام ، وقد ختمت القرآن الكريم فى كل يوم جمعة
منذ فجر شبابى ، وبذلك كنت أختمه فى كل عام ثمانية وأربعون مرة. وأنا مقتنع بذلك
كل الاقتناع ، وأنا لا أنثنى عن عزمى ، وقالوا لى وإذا ما ذهبت إلى إبراهيم باشا ،
وأنت لا تحمل هدية ، فأنا لا أرد جوابا ، وماذا أصنع بالهدايا التى لملك فونجستان
، وفى الموضع الذى يصب فيه النيل عند دمياط ورشيد صليت ركعتى الحاجة ، ودعيت الله
، ودعيت الله قائلا أن ييسر لى زيارة منابع النيل ومقابر الأولياء هناك ، فالحمد
لله تقبل دعائى ، لقد جئت إلى بلدة صاى وعودتى إلى مصر غير محتملة ، اللهم هبنى
رفيقا لأرحل ، وألححت فى الدعاء ، فقالوا لا تنسانا من دعواتك وكلفت أن أقدم إلى
حاكم الفونج رسائل المودة.
ومن صفات أوليا
جلبى أيضا الواضحة تماما فى رحلته تدينه الشديد ، وغلبة الروح الصوفية عليه ،
ويظهر ذلك فى كثير من فقرات كتابه ، وفى تناوله وذكره للأولياء خاصة ، والمتصوفة.
أيضا يظهر تدينه الشديد من كثرة استشهاده بالآيات القرآنية وأحاديث النبى صلىاللهعليهوسلم.
ما يؤخذ على أوليا جلبى فى رحلته
يلاحظ القارئ
لكتاب أوليا جلبى مبالغته فى سرد بعض المشاهد والأحداث التى يرويها فى مواضع
متعددة من كتابه فعلى سبيل المثال ، عند وصفه للتمساح ، والحكايات التى أوردها عنه
ذكر عجيبة من العجائب قائلا :