وفي هذا المجلس من الغرائب التي لا يدركها إلا القليلون تستحق الذكر. منها تشترط الشريعة البريطانية على النساء اللاتي يحضرن مجلس الأعيان بحجة الفرجة أن يجلسن في غرفات عالية وينظرن إلى الأعضاء من وراء مشبك من نحاس. كذلك تشترط على رئيس المجلس أن يجلس على كيس محشوّ (١) من الصوف (٢) وليس على كرسي كباقي أعضاء المجلس ، وذلك ليتذكر هو وقومه (٣) أن ثراء (٤) بلادهم صادر عن تجارة الصوف ومنسوجاته. وكذلك المكان الذي يجلس عليه رئيس المجلس فوق كيس الصوف لا تحسبه الشريعة البريطانية من ملحقات المجلس وإن كان ضمن القاعة نفسها ، ولهذا إذا قام الرئيس ليخطب في المجلس ترتّب عليه أن ينزل عن كيس الصوف ، ويدخل دائرة كراسي الأعضاء ، ويتلو خطابه عليهم هناك.
أما البارلمنت فعلى أصول القانون الأساسي يجب أن يتغير وزراؤه وأعضاؤه كل سبعة أعوام مرّة. ولكن قد جرت العادة بتغييرهم أحيانا قبل ختام السنين السبع (٥). ومتى مسّت الحاجة إلى تغييرهم قدمت الملكة بموكب حافل إلى دار الندوة ، واللوردات والشرفاء والأعضاء مجتمعون فيها. ثم تستوي على عرش منصوب في صدر القاعة ، وعلى يمينها وليّ العهد ، وعلى شمالها ثاني أولادها.
__________________
(١) أ : محشي
(٢) أ : صوف
(٣) أ : وذلك تذكار له ولقومه
(٤) أ : غناء
(٥) أ : السبع سنين