قال شيخنا المشهور في «شمس الظّهيرة» [١ / ١٢٠] : (وهم مناصبها وأولياء أمرها) اه
وفي سنة (١٢٠٦ ه) نشبت الحرب في تريم بين يافع والحبيب محمّد بن عبد الرّحمن العيدروس منصب ثبي ، وقام معه آل تميم وجميع قبائل حضرموت ، ودخلوا تريم ونهبوها ، وأحرقوا جملة بيوت في الحوطة والسّحيل.
أمّا الحبيب علويّ بن محمّد .. فتربّى بالعلّامة الإمام عبد الله بن حسين بن طاهر ، فهذّب أخلاقه ، وقوّم أوده (١) ، وثقّف قناته ، فلم يتولّ المنصبة إلّا وهو بها خليق ـ وكان سيّدي عبد الله بن حسين بن طاهر كثيرا ما يعتني بأمور المناصب والمرشّحين لها وتهذيبهم ؛ لعموم نفعهم ـ ولمّا مات خلفه ولده عبد الله إلى أن توفّي سنة (١٣٢٩ ه)
وكثيرا ما ينوب عنه ـ ولا سيّما في غيابه ـ أخوه محمّد بن علويّ ، وكان كثير التّعلّق بسيّدي الأستاذ الأبرّ عيدروس بن عمر ، حتّى إنّه ليصلّي العصر في جامع ثبي ، ثمّ يركب حصانه ويعديه ملء فروجه (٢) ، ويزور والدي بمكاننا علم بدر ويجلس معه ساعة ، ثمّ لا تفوته صلاة المغرب خلف الأستاذ ، وبينهما قراب المرحلة.
ذهب إلى جاوة في سنة (١٣٤٢ ه) ، ثمّ رجع عنها بدون طائل ، وقد قال أبو نواس [من الطّويل] :
وأوبة مشتاق بغير دراهم |
|
إلى أهله من أعظم الحدثان |
غير أنّه لم يكن محتاجا للدّراهم ؛ إذ لا أولاد له ، وإنّما هو عقيم ، ولم تطل مدّته بعد عودته ، بل مات بعد وصوله بأيّام في (٨) ذي الحجّة سنة (١٣٤٦ ه).
وخلف السّيّد عبد الله بن علويّ على المنصبة ولده حسين ولمّا مات ، وقع رداؤه
__________________
(١) الأود : الاعوجاج.
(٢) يعديه ملء فروجه : أي يركضه ركضا يملأ الفراغ الّذي بين رجليه ، وهو كناية عن شدّة سرعة الفرس ؛ إذ إنّك لا ترى فراغا بين رجليه ، بل تحسّ أنّ رجليه لصقت ببطنه من شدّة سرعة حركتها.