ولمّا مات .. رثاه القطب الحدّاد بقصيدته الّتي استهلّها بقوله [في «ديوانه» ٥٥٠ من الطّويل] :
شرى البرق من نجد فهيّج لي شجوي |
|
فهل من سبيل ما إلى العالم العلوي (١) |
وفيه أيضا جماعة من آل خيله ، ولكنّهم انقرضوا ، وجماعة من آل باعبود ؛ منهم :
السّيّد الفقيه عليّ بن محمّد بن عبد الرّحمن باعبود ، المتوفّى بعرض آل خيله من أعمال بور ، في سنة (١٢٩١ ه). والعلّامة السّيّد محمّد بن زين بن محمّد بن عبد الرّحمن باعبود (٢).
ولم يبق منهم الآن إلّا القليل ؛ منهم : الولد البحّاثة الفاضل الأديب عليّ بن محمّد بن زين باعبود ، نزيل مصر الآن (٣).
وفيها جماعات من أهل الفضل والعلم والمروءة كآل باشراحيل وغيرهم ؛ ومن أواخرهم : العلّامة المتفنّن الجليل : عبد الله بن عمر باشراحيل (٤).
__________________
(١) شرى البرق : تتابع في لمعانه.
(٢) ولد ببور سنة (١٢١٣ ه) ، كانت وفاته بجدة سنة (١٢٩٧ ه) ، من شيوخه إمام الدعوة الحبيب أحمد بن عمر بن سميط.
(٣) السيد علي باعبود العلوي ـ المتوفى حوالي (١٣٩٧ ه) ـ : كان عالما أديبا واسع الاطلاع والثقافة ، باحثا مؤرخا ، طلب العلم بتريم ، ثم هاجر إلى جاوة فمصر ، كان من أعضاء الرابطة العلوية ، ثم أحد أركان جمعية الدفاع عن العلويين بمصر تحت رئاسة السيد عبد الله السقاف صاحب «تاريخ الشعراء».
صحب عددا من الأعلام ، في طليعتهم : السيد علوي بن طاهر الحداد ، وكانت بينهما مراسلات متواترة ؛ إذ كان السيد علي معينا له في جمع بعض المعلومات من مخطوطات دار الكتب المصرية ، وأخذ في مصر عن الإمامين الجهبذين : العلامة محمد زاهد الكوثري ، والحافظ المحدث السيد أحمد بن الصديق الغماري ، وأفاد منهما علما جما. وله مقالات نشر بعضها في الصحف العربية بإندونيسيا ومصر.
ذكره المستشرق سارجنت في كتابه : «حول مصادر التاريخ الحضرمي» ، وتحدث عن اجتماعه به سنة (١٩٥٤ م ـ ١٣٧٥ ه) فقال : لن أنسى ذكر علي باعبود الساكن في القاهرة ، والذي قابلته في زيارتي ل (عدن) عام (١٩٥٤) .. ثم أشار لبعض إفاداته (ص ٩٣ ـ ٩٤).
(٤) هناك شخصان من آل باشراحيل يحملان نفس هذا الاسم :
أما الأول منهما .. فعاش في القرن العاشر الهجري ، وكان تولى الإفتاء في عدن ، وهو من تلامذة