مثل الشّيخ يحيى الصّرصريّ ؛ ففي شعره قطعة منه ، والشّيخ محمّد بن النّعمان كان له كتاب «المستغيثين بالنّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في اليقظة والمنام» ، وهذا الرّجل قد نقل منه فيما يغلب على ظنّي ، وهؤلاء لهم صلاح ودين ، ولكنّهم ليسوا من أهل العلم) اه
وحسبنا منه عذرهم ، وبه يتبيّن أنّ ابن تيميّة لم يثبت في إنكاره الاستغاثة والتّوسّل على حال واحد ، بل يقول تارة : إنّه شرك ، وأخرى : إنّه بدعة ، والثّالثة : إنّه يعذر من يفعله من أهل الدّين والصّلاح ، وكلامه الّذي يوافق الجمهور أحبّ إلينا من كلامه الّذي ينفرد به ، وقد قال الإمام عليّ بن أبي طالب في أمّهات الأولاد قولا غير الّذي قاله بموافقة عمر ، فقال له قاضيه : رأيك مع عمر أحبّ إلينا من رأيك في الفرقة. وحسب ابن تيميّة من منصفيه أن يقولوا هكذا. والله أعلم.
رأيت في «مجلّة الفتح» أنّ أشدّ ما يتألّم منه ملك الحجاز ونجد : أن يشيع المرجفون عنه أو عن قومه أنّهم يكفّرون المسلمين أو يخرجونهم عن دائرة الدّين .. إذن فنحن وإيّاهم من المتّفقين ، وما ذكره العلّامة ابن تيميّة عن الصّرصريّ موجود بكثرة عند أهل العلم ؛ كالحافظ ابن حجر ، وابن الزّملكانيّ ، وابن دقيق العيد ... وغيرهم ، وحسبنا بهم أسوة.
ورأيت ابن القيّم في «الزّاد» يعتبر كلام الصّرصريّ في زمن ولادة النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ويعدّ قوله في شعره عنها من الأقوال الّتي تذكر ، ومعاذ الله أن يثني العلّامة السّيّد علويّ بن سقّاف الجفريّ على الشّيخ محمّد بن عبد الوهّاب وهو يعلم أنّه يكفّر أحدا من المسلمين بمجرّد التّوسّل والاستغاثة القابلين الاحتمال ، وكان العلّامة السّيّد محمّد بن إسماعيل الأمير امتدح الشّيخ محمّد بن عبد الوهّاب بقصيدة تستهلّ بقوله :
سلام على نجد ومن حلّ في نجد
ولمّا بلغه عن قومه ما لا يرضاه من الغلوّ .. أنشأ قصيدته المستهلّة بقوله :
رجعت عن القول الّذي قلت في النّجدي