وقال غير واحد من المؤرّخين ، منهم اليعقوبيّ : (إنّه لمّا هلكت عاد .. صار في ديارهم ثمود) (١).
وفي (ص ٥٩٠ ج ٢) من «شرح النّهج» : (قال المفسّرون : إنّ عادا لمّا هلكت .. عمّرت ثمود بلادها ، وخلفوهم في الأرض).
وفي «التّاج» : (أنّ العرب العاربة ـ وهم : عاد وثمود وأميم وعبيل ... ووبار ـ كلّهم نزلوا الأحقاف وما جاورها).
وقال ياقوت [٣ / ٤٣] : (روي أنّ الرّسّ ديار لطائفة من ثمود).
وقال البغويّ عند تفسير قوله تعالى : (وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ) (روي عن الضّحّاك أنّ هذه البئر كانت بحضرموت) (٢)
ويتأكّد هذا بما سيأتي في بور وحنظلة بن صفوان عليهما السّلام ، ولا يغبّر على شيء ما صحّ أنّ ثمود بالحجر ؛ لأنّ الموجودين بحضرموت إمّا أن يكونوا نجعوا إليها بعد نجاتهم من العذاب كما فصّل ب «الأصل» ، وإمّا أن يكونوا ضاربين من هناك إلى حضرموت ؛ إذ لا يستنكر ذلك من أمّة عظيمة يملأ خبرها سمع الأرض وبصرها وقد سبق في أخبار حجر القول بأنّ فيها الوادي المشار إليه في قوله جلّ ذكره : (وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ)
وأخبرني غير واحد من أهل تلك النّاحية أنّهم لا يقدرون أن يقبروا أحدا في موضع يرى من مكان قبر نبيّ الله صالح عليه السلام ؛ فإن قبروا أحدا من الجهلة أو تركة الصّلاة بحيث يتراءى من موضع قبره عليه السّلام .. لفظته الأرض.
وإنّما يقبرون من وراء جبل يسترهم من مكان ضريحه صّلى الله عليه وعلى نبيّنا وآله وسلّم.
وأكثر وادي سرّ لآل كثير ؛ فهم بغاية الحاجة إلى التّردّد إليه.
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي (١ / ٢٢).
(٢) تفسير البغوي (٣ / ٢٩١).