وقد سبق في عندل عن الحبيب عليّ بن حسن العطّاس ، أنّه يقال : إنّ آل إسحاق من ولد العبّاس بن عبد المطّلب ، ولكنّه لم يوافق عليه ، مع أنّهم أخواله ؛ لأنّ أمّه هي فاطمة بنت الشّيخ شيبان السّابق ذكره.
ومن أهل هينن : العلّامة الكبير ، صاحب الأحوال الغريبة ، الشّيخ عبد الرّحمن الأخضر بن عمر بن محمّد باهرمز (١) ، الصّوفيّ الشّباميّ ، ولد بشبام وأخذ العلم عن مشايخها ، ورحل إلى الشّحر ، وأخذ عمّن فيها ، ثمّ ارتحل إلى هينن ، ولم يزل بها إلى أن مات في سنة (٩١٤ ه).
وممّن أخذ عنه : الشّيخ معروف باجمال ، وكان يكثر التّردّد عليه إلى هينن للأخذ ـ ماشيا مع البعد ـ فأحاله على ابن أخيه الشّيخ إبراهيم ؛ لأنّه هو وإيّاه في شبام.
وممّن أخذ عنه : الشّيخ عمر بامخرمة (٢) ، جاء من الهجرين للإنكار عليه .. فعاد أخصّ تلاميذه! وجرى له قريب من ذلك مع الشّيخ باقيس صاحب حلبون.
وذكر المؤرّخون أنّ الشّيخ عمر بامخرمة وصل إلى تريم في جمع من أتباعه والسّماع بين يديه ، فانتهى خبر ذلك إلى الشّيخ الفقيه حسين بن عبد الله بن عبد الرّحمن بلحاج ، المشهور ، فقام من مدرسته في جمع من تلاميذه للإنكار عليه في ضرب السّماع والشّبابات ، فحين لاقاه .. طرب وغاب عن حسّه ، وصار يصفّق بيديه ، فأنشأ الشّيخ عمر ـ على البديهة ـ قصيدة يقول في أوّلها :
حسين هبّت نسيم القرب بعد المدى |
|
سرت من النّجد فانا للنّجد واهله فدا |
ونظيره ما يحكى : أنّ معاوية بن أبي سفيان ذهب إلى منزل عبد الله بن جعفر
__________________
(١) ولد الشيخ عبد الرحمن بشبام سنة (٨٤٠ ه) ، وتوفي بهينن ليلة الإثنين (١٤) محرم (٩١٤ ه).
انظر : «عقد اليواقيت الجوهرية». و «النور السافر» ، و «تاريخ الشحر» ، و «تاريخ الشعراء» (١ / ٩٤ ـ ٩٦).
(٢) كان أخذه وتحكّمه لشيخه الأخضر باهرمز في (٢) رجب سنة (٩١٣ ه) ، كما ورد في «تاريخ بافقيه».