السابعة ـ أسطوانة إبراهيم» (١) والقنوات التي كانت تجلب الماء من الفرات إلى سقايات الجامع يظهر بأنها لم تكن موجودة في بدء الأمر ولا لتؤدي وظيفتها كاملة مثلما كانت في زمن ابن جبير.
ومع ما يظن لامانس Lammense لم تكن العبادات وإجراء الطقوس الدينية يوما ما منحصرة بالمسجد الجامع الذي توسع منذ سنة ٥٠ فجعله زياد أكبر وأجمل مسجد كاتدرائي إسلامي قبل أن يفطن عبد الملك في أن يجعل بيت المقدس والحجاج مسجد المدينة. ولا غرو في أن هذا المسجد كان محلا روحانيا مشتركا للأهالي جميعهم «ونرى كيف أن والي الكوفة عند قيام زيد بن علي سنة ١٢١ ه احتال على أهل الكوفة وجمع في المسجد كافة الرجال اللائقين لحمل السلاح. كما أن عند دعوة أبي الخطاب سنة ١٣٨ ه قتل أصحابه السبعون في المسجد ، ولم ينج منهم سوى واحد».
ومن ابتداء تأسيس الكوفة كان هناك عدا المسجد الجامع عدة مساجد أخرى وهي
أولا : مساجد بطون القبائل : كمسجد عبد القيس ومسجد أحمس ومسجد بني فرن ـ بني أود (من مذحج) ومسجد السكون ومسجد جعفر بن بسر ومسجد بني بهذلة ومسجد بني مرة (من كندة) ومسجد بني مقاصف (من غطفان) ودار اللؤلؤ (ـ مسجد فزازة) ومسجد بني عدي (طيء) ومساجد الكناسة «انظر الفصل الآتي» (٢) :
__________________
(١) راجع كتاب الخصيبي ص ٩٣.
(٢) البلاذري والطبري.