ذكر بلاد الروم وما
أضيف إليها
لما فرغ من الهند
والصين والجزائر التي ببحرهما انتقل إلى ذكر البلاد التي هي شرقي الخليج القسطنطيني
وشمالي الشام ، ومنها البلاد المعروفة ببلاد الروم ، ويحيط بهذه البلاد المجموعة
هنا من جهة الغرب ، بحر الروم وتمامه الخليج القسطنطيني ، وبحر القرم والذي يحيط
بهذه البلاد من جهة الجنوب بلاد الشام والجزيرة ، ويحيط بها من جهة الشرق أرمينية
ويحيط بها من جهة الشمال بلاد الكرج وبحر القرم.
ومن
بلاد الروم : جبال قرمان ،
وساكنوها طوائف من التركمان قد تملك عليهم في زماننا أولاد قرمان فعرفت بهم ،
وجبال التركمان ممتدة من قبالة طرسوس إلى حد ملك الأشكري صاحب قسطنطينية.
ومن
بلاد الروم : لارندة ـ بلام
وألف وراء مهملة مفتوحة ونون ساكنة ثم دال مهملة وهاء ـ وهي قريبة من قونية على
مسافة يوم بين الشرق والشمال عن قونية.
ولا رندة حيث
الطول (نز ه) والعرض (م ل) ... الذي تحقق عندي عن جماعة قدموا حجاجا في سنة إحدى
وعشرين وسبعمائة قالوا : أنطاليا بلدة مسورة على دخلة في البحر وسورها من حجر في
غاية القوة والحصانة ، ولها بابان باب إلى البحر وباب إلى البر ، وكان الحاكم بها
شخصا من تلك البلاد وخرج منها إلى بعض جهاتها فكبسه التركمان وأمسكوه وملكوا
أنطاليا ، وصاحبها في زماننا هذا واحد من بني الحميد ، وهم ملوك التركمان في تلك
الجهات.
وأنطاليا بلدة
صغيرة ، قالوا : وأنطاليا كثيرة المياه والبساتين ، ولها نهر صغير ، ولها قني تدخل
إلى البلد وتخترق دوره وسككه ، وبساتينها كثيرة