غزر ماؤها وصحّ
هواؤها ، وأينعت أرحاؤها ، وضفى عليها من المحاسن رداؤها.
وانتهبنا السهل انتهابا
، فدخلنا المدينة في متمكّن الضحى ، وألفينا محلّة ولد السلطان مولانا قد استعجل
الأمر استقدامها ، فخيّمت على فرسخين ، فشرعنا في الأياب ، وانتحينا طريق الساحل
لنستدرك بمدينة آسفي زيارة من بها من أولياء الله الصالحين وعباده المقرّبين.
وكل أخ مفارقه
أخوه
|
|
لعمر أبيك إلا
الفرقدان
|
قلت نعم والفرقدان
، سبحان من استأثر بالبقاء لا إله إلا هو.
ولقيت بهذه
المدينة جملة من أولي الدين والدنيا ، فمن أهل الدنيا الشيخ الجليل كبير القطر ،
ومفرغ الرأي ومسيطر خاصة الإمارة ، متصرّف وجوه الوجوه أبو ثابت عامر بن محمد ،
وأخوه هضبة الوقار ، ونير الأفق ، وزهرة روض ذلك الحزن ، ويأقوتة ذلك الجبل ، وقد مرّ من التعريف بهما ما يغني عن
الإعادة. ومنهم نائب الملك وحافظ الرّسم وجار القصر الشيخ الفقيه علي بن العباس بن
موسى بن أبي حمّو ، المعتام لكفالة أولياء العهد ، المستظهر بأمانته وصدقه
على حفظ الأقطار المستباح الحمى في سبيل الوفاء ، أجمل الشيوخ وجنة ، وأسناهم شيبة
، وأحسنهم صورة ، إلى الخلق السهل واللسان البليل الإطراء والبر ، والذرع الفسيح ،
والمخاطبة المفضلة
__________________