(السيد سلطان) وهو عم (١) الأمير الحالي ، قرب (لنجه) وبعد معركة حامية الوطيس لقي مصرعه. أما السيد سعيد فقد ساعدنا في كل محاولاتنا لاستئصال شأفتهم.
ليس من الضروري هنا الآن البحث في الدوافع التي حدت بالحكومة الهندية إلى تحمل أعمال النهب والسلب التي كان يقوم بها أولئك اللصوص. وربما أمكننا أن نعزو السبب إلى الصراعات التي كنا نشتبك فيها مع مختلف القوى في الهند. لكن إذا كان الأمر كذلك ، فإن من المؤكد أن البحرية الهندية ـ التي تشكل قوة الغرض من تأسيسها قمع القرصنة والقضاء عليها ـ تلقت تعليمات مفادها ألا تكون عدوانية بأي حال من الأحوال ، بل أن يقتصر دورها على صد أي هجوم يشن ضدها. وتفيد الحكاية التالية في توضيح العلاقة الفريدة التي كانت قائمة بيننا.
كانت هناك سفينتان من سفن (القواسم) ترسوان في منطقة (بوشهر) في الخليج العربي قد أوضحتا للمقيم البريطاني في ذلك المكان بأنهما بحاجة إلى بارود المدافع ، فما كان منه إلا أن أصدر تعليماته إلى إحدى السفن الراسية في الميناء بتزويدنا بالكمية التي نحتاجها استنادا إلى التعليمات التي كان يلتزم بها من حكومة الهند بضرورة الاحتفاظ بعلاقات هادئة معهم. وما إن استلمت السفينتان البارود حتى بدأ الهجوم على تلك السفينة التي كانت محملة بالمؤن والبضائع على ظهرها وراسية في الميناء. إلا أن هذه السفينة التي كانت بإمرة ضابط شاب وشجاع (الذي يؤسفني ألا أستطيع ذكر اسمه) قطعت حبل مرساتها وأفلحت في القضاء عليهم بعد دفاع مستميت.
سأضيف حالتين أخريين ، تكشفان عن أسلوب تقدمهم عند ما ينجح في القبض على إحدى السفن :
في سنة ١٨٠٨ ، هو جمت سفينة صغيرة تدعى (سيلف) ، لا تزيد حمولتها عن مائة طن ومتجهة من (بومباي) وحتى (بوشهر) وعلى ظهرها أحد الوزراء الفرس ، قرب جزيرة
__________________
(*) كذا في الأصل الأنجليزي وصوابه والد الأمير وليس عمه والحادثة جرت في ٣٠ نوفمبر / تشرين الثاني عام ١٨٠٤ م أما (قيس) عم السيد سعيد فقد قتل في معركة خورفكان عام ١٨٠٨ م ولعل الأمر اختلط على المؤلف.