التقليل كالمجاز المحتاج إلى القرينة.
(وفعلها) أي : فعل (رب) يعني الذي تعلق به (رب) (ماض) لأنها للتقليل المحقق ، ولا يتصور ذلك إلا في الماضي ، نحو : (رب رجل كريم لقيته) أو : (رب رجل كريم لم أفارقه) (١).
(محذوف) أي : ذلك الفعل الماضي.
(غالبا) أي : في غالب الاستعمالات (٢) ، لوجود (٣) القرائن نحو : (رب رجل كريم) أي : لقيته.
(وقد تدخل) أي : رب) على مضمر مبهم لا مرجع له (٤) (مميز بنكرة منصوبة) على التمييز (والضمير مفرد) وان كان المميز مثنى أو مجموعا (مذكر) (٥) وأن كان المميز مؤنثا ، نحو : (ربه رجلا أو رجلين ، أو رجالا ، أو امرأة ، أو امرأتين (٦) ، أو نساء).
خلافا للكوفيين في مطابقة التمييز في الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث ، فإنهم يقولون : (ربه رجلا ، وربهما رجلين ، وربهم رجالا وربها امرأة وربهما امرأتين ، وربهن نساء).
__________________
(١) فإن كلمة لم تقلب معنى المضارع ماضيا فيكون لم أفارقه ماضيا معنى. (أمير).
ـ قوله : (لم أفارقه) إشارة إلى أن التقليل المحقق متصور في المضارع المنفى بلم ولما لدلالته على الماضي. (لمحرره).
(٢) وإنما قيد الحدف بالغالب ؛ لأنه قد يظهر بجورب رجل كريم اجتمعت. به أمير.
(٣) لأن رب جار والجار تدل على حذف الفعل كما في بسم الله الرحمن الرحيم. (غجدواني).
(٤) قوله : (لا مرجع له) عند البصريين وإذا كان له مرجع لما احتاج إلى التمييز خلافا للكوفيين فإنهم قالوا إن الضمير راجع إلى مذكور كأن قائلا قال هل من رجل كريم فقيل له ربه رجلا وإنما احتاج إلى التمييز لعدم كون المرجع مذكورا في هذا الكلام. (س).
(٥) قوله : (مفرد مذكر) لأنه أشدا بها ما من غيره والقصد بهذا الضمير الإبهام فما كان أشد كان أنسب مع أمن اللبس بالتمييز. (عبد الحكيم).
(٦) مثال لكونه مذكرا على تقدير تأنيث الضمير وكونها داخلة على ذلك الضمير المبهم متفق عليه لكن الضمير المذكور غير مطابق لمميزه مختلف فيه فما ذكره المصنف بقوله : (مفرد مذكر يعني أنه غير مطابق مذهب البصريين. (أيوبي).