مثلهم (وقد يحذف المخصوص إذا علم) بالقرينة (مثل) قوله تعالى : (نِعْمَ الْعَبْدُ) [ص: ٣٠] أي أيوب ، بقرينة أن ذلك في قصته.
(و) قوله تعالى : ((فَنِعْمَ الْماهِدُونَ) [الذاريات : ٤٨]) أي : نحن (١) (وساء) مثل : (بئس) في إفادة الذم والشرائط والأحكام.
(ومنها) أي : من أفعال المدح (٢) والذم (حب) في (حبذا) وهو ـ أي : حبذا ـ مركب من : حب الشيء ، أو : حب (٣) إذا صار محبوبا ، ومن ذا.
(وفاعله) (٤) أي : فاعل هذا الفعل (ذا ولا يتغير) (٥) أي : (حبذا) ، أو فاعله (ذا) عما هو عليه.
فلا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث ، إذا كان المخصوص مثنى أو جمعا أو مؤنثا لجريها مجرى الأمثال التي لا تتغير.
فيقال (حبذا الزيدان) و (حبذا الزيدون) و (حبذا هند).
(وبعده) أي : بعد (حبذا) (المخصوص (٦) ، وإعرابه) أي : إعراب مخصوص
__________________
(١) قوله : (أي نحن) يعني : أن الممدوح ذاته تعالى بقرنية ما قبله وهو قوله تعالى : (وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ وَالْأَرْضَ فَرَشْناها فَنِعْمَ الْماهِدُونَ)[الذاريات : ٤٧ ـ ٤٨] فإن الباني السماء والفارش للأرض وماهدها هو الله تعالى وإيراده بالجمع للتعظيم. (عبد الله أفندي).
(٢) قوله : (من أفعال المدح والذم) لم يقل من أفعال المدح ؛ لأن هذا اللفظ عند النحاة اسم لما يفيد إنشاء المدح أو الذم مع أن حبذا يعدد دخول لا يفيد الذم أيضا. (سيالكوني).
(٣) قوله : (أوجب) يريد أن في حب لفستان حب بفتح الحاء كما هو القياس وحب بضمها بنقل الضمير إلى الحاء ثم الإدغام إذا أصله حبب على وزن حسن وفي الصحاح تفصيلة وعند صاحب القاموس حب اسم بمعنى الحبيب وذا فاعله أي : هو حبيب. (عصام).
(٤) قوله : (وفاعله) ذا بخلاف نعم وبئس فإن فاعلهما ما تقدم وإنما خص ذا لما في أسماء الإشارة من الإبهام والمقصود في هذا الباب والمشار إليه بذا الأمر الذهني وأن كان وضع أسماء الإشارة إليه في الخارج. (عبد الحكيم).
(٥) لأنهم جعلوا الفعل والفاعل كالكلمة الواحدة فكرهوا التعرف فيه ولهذا قال بعضهم حبذا مبتدأ وما بعده خبر أو لأنهم عاملوه معاملة المضمور في نعم وإعراب مخصوصة كإعراب مخصوص نعم. (فاضل أمير).
(٦) قوله : (المخصوص) خلافا لابن كيسان فإنه ذهب إلى أنه يدل من ذا وقيل عطف بيان وإنما ـ