في قولهم (١) (ما جاءت (٢) حاجتك) ناقصة ، ضميرها اسمها و (حاجتك) خبرها إمّا بأن يكون (ما) نافية ، و (جاءت) بمعنى (كانت) بمعنى (كانت) وفيها ضمير لما تقدم من الغرارة (٣) ونحوها ، أي : لم تكن هذه على قدر ما تحتاج إليه أو استفهامية ، والضمير في (ما جاءت) يعود إليها.
وإنما أنثت باعتبار خبرها ، كما في (من كانت (٤) أمك؟).
ومعناه (٥) : أية حاجة صارت حاجتك.
(و) جاء أيضا (قعدت) ناقصة ، في قولهم : (أرهف (٦) شفرته حتى قعدت) أي: صارت الشفرة (كأنها حربة) (٧) ، أي : رمح قصير.
__________________
(١) وهو أول ما قال الخوارج لابن عباس رضياللهعنه حين جاءهم رسولا من قبل علي رضياللهعنه لدفع شبهتهم وردهم عن الخروج. (فاضل هندي).
ـ وسبب مجيء ابن عباس إلى الخوارج رسولا من على كرم الله وجهه مبين في تعطيل تلبيس لابن الجوزي. (زيني زاده).
(٢) قوله : (جاءت ناقصة) بمعنى كانت وضميرها اسمها يعود على ما تقدم من الفرارة ونحوها وما نافية أي : لم يكن هذه على قدر ما يحتاج إليه. إفصاح.
(٣) قوله : (من الغرارة) وهو الغفلة فإن التركيب حدث من الخوارج حين أرسل إليهم علي رضياللهعنه ابن عباس أي: ما جاءت غفلتنا حاجتك أي : لم تجدنا غافلين كما تريدنا. (عصام).
(٤) فإن من في من كانت استفهامية مرفوعة المحل على أنها مبتداء وكانت من الأفعال الناقصة اسمها مستتر راجع إلى من وخبرها أمك والجملة خبر المبتدأ وأنت ضمير كانت باعتباره الذي هو الأم وكذا هذا التركيب وهذا التوجيه هو ما ارتضاه الرضي فحينئذ جاءتك بالنصب خبر جاءت وتكون الجملة خبر المبتدأ وفي زيني زاده توجيه آخر فارجع إليه. (أيوبي).
(٥) قوله : (ومعناه أية حاجة) والاستفهام إنكاري أي : لم تصر حاجة بين الحاجات متصفة بوصف كونها حاجة لك وروي برفع حاجتك فخبره ما تقدم لتضمنه معنى الاستفهام. (عبد الحكيم).
(٦) قوله : (أرهف شفرته) والإرهاف التحديد من الحدة الشفرة بفتح الشين أو ضمها السكين العظيم يقال : فلان حدد سكينه حتى صارت تلك السكينة مشبهة بالرمح القصير وحتى ابتدائية. (زيني زادة ووجيه الدين).
(٧) قوله : (كأنها جربة) في موضع النصب خبر قعدت وأصل التركيب وجاء لفظ قول الأعرابي ، أرهف شفرته حتى قعدت حربة ثم اقتصر على هذا. إفصاح.