والمجرور المتصلان (١) (يستتر) (٢) لأنهما فضله والمرفوع فاعل وهو كجزء الفعل (٣) فجوزوا في باب الضمائر التي وضعها للاختصار استتار (٤) الفاعل ، فاكتفوا بلفظ الفعل ، كما يحذف من آخر الكلمة هذا الاستتار ليس في شيء ويكون فيما أبقي دليل على ما ألقي ، على ما مضى في الترخيم ، ولكن هذا الاستتار ليس في جميع الصيغ بل (في) الفعل (٥) (الماضي للغائب) الواحد المذكر إذا لم يكن مسندا إلى الظاهر ، نحو : (زيد ضرب) (و) الواحدة المؤنثة (الغائبة) إذا لم تكن (٦) مسندة إلى الظاهر ، نحو : (هند ضربت) فإن التاء علامة التأنيث لا الضمير المرفوع وإلا لم يجتمع مع الفاعل الظاهر في نحو : (ضربت هند) (وفي) الفعل (المضارع للمتكلم مطلقا) سواء كان (٧) مثنى أو
__________________
(١) لأنهما لا يستتران أصلا لعدم علة الاستتار فيهما ؛ لأنها دلالة الفعل على المستتر مع غرض الاختصار وتلك الدلالة إنما يتحقق فيما يكون الجزء من الفعل. (عافية).
(٢) اعلم أن أصل الضمائر المتصل المستتر ؛ لأنه أخصر ثم المتصل البارز عند خوف اللبس بالاستتار لكونه أخصر من المنفصل ثم المنفصل عند تعذر الاتصال فلا يقال : ضربت أنا ؛ لأن ضربت مثله معنى وأخصر منه لفظا.
(٣) لأن الفعل مركب من ثلاثة معان وهي الحدث والزمان والنسبة إلى فاعل ما والفاعل الغير المعين جزء منه والفاعل المعين ليس بجزء كله نسبة بالجزء. (أيوبي).
(٤) قوله : (استتار الفاعل) ليس المستتر من مقولة الصوت والحرف ولا أدري من أي مقولة هو.
(٥) وفي فعل التعجب نحو ما أفعله وفي أسماء الأفعال مطلقا سواء كانت بمعنى الأمر أو الماضي ويستوي في اسم الفعل الواحد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث كقولك : نزال يا زيد ويا زيدان ويا زيدون ويا هند ويا هندان وكذا تقول زيد هيهات وهند هيهات والزيدون هيهات فلا يثنى ولا يجمع وكذا الظرف وشبهه تقول عندك أو في الدار والزيدان عندك وفي الأفعال المستعملة في الاستثناء وقد مر أنها غير متصرفة واللازم منها ما كان متكلم أو مخاطب وما في فعل التعجب وأفعال الاستثناء. (محشي).
(٦) وإنما كان الاستتار فيهما دون تثنيتهما وجمعهما ؛ لأنهما ضعيفان لأمر الغيبة فالخفة الحاصلة بالاستتار مناسبة له وأن الاستتار في التثنية والجمع يؤدي إلى الالتباس بالمفرد ولم يعكس الأمر ؛ لأن المفرد سابق على المثنى والمجموع فبأولوية السبق استحق الخفة أو لأنه أكثر من غيره والمتكلم ؛ لأنهما قويان فالقوة الحاصلة بالإيراد مناسبة لهما لا الضعف الحاصل بالاستتار. (عافية).
ـ قوله : (إذا لم يكن مسندا ... إلخ) لا حاجة إلى هذا القيد ؛ لأن الكلام في بيان استتار المرفوع المتصل حيثما كان ولا يكون في المسند إلى الظاهر. (عصام).
(٧) لقرينة دلت من هو له من الهمزة الدالة على المفرد والنون الدالة على أحد الأربعة أي : المثنى والمجموع مذكرا كان أو مؤنثا تأمل وضع صيغتين على ستة معان.