الراء لجيد القراءة وللتنسك من (قرأ) إذا تنسك.
وحكى أبو علي عن بعض العرب قلبها واوا ، نحو : (قراوان) (وإن كانت) الهمزة (للتأنيث) أي (١) : منقلبة عن ألف التأنيث ك : (حمراء) فإن أصلها كان (حمراا) (٢) بألفين :
أحداهما : للمد في الصوت.
والثانية : للتأنيث.
فقلبت (٣) الثانية همزة لوقوعها طرفا بعد ألف زائدة.
(قلبت واوا) (٤) فيقال : (حمراوان) (٥) لأن الهمزة حرف ثقيل (٦) من جنس الألف فينبغي (٧) أن يقع بين ألفين مع أنها غير أصلية ، والواو أقرب إلى الهمزة من الياء ،
__________________
ـ بضم القاف ومبالغة للقارئ بمعنى العابد من تنسك والجمع قراؤن وفتح غير مذكور في الصحاح. (حلبي).
(١) إنما فسر به إشارة إلى معنى كون الهمزة للتأنيث إنها منقلبة عن ألف التأنيث ؛ لأن الهمزة ليست بموضوعة للتأنيث بل هي مقلوبة عن الحرف الذي للتأنيث وهو الألف. (عبد الله أفندي).
(٢) ذكر صاحب المظهر أن أصل حمراء بالألف المقصورة للتأنيث وزيد بعدها ألف لمد الصوت ثم أخرت ألف التأنيث عن ألف مد الصوت ليكون علامة في أخر الكلمة ثم أبدلت ألف التأنيث همزة بأن حركت الألف. (حلبي).
(٣) ثم أخرت ألف التأنيث عن المد ليكون علامة التأنيث في الآخر فحركت لتعذر اجتماعها مع الألف التي قبلها فصارت همزة. (خبيصي).
(٤) يعني : أن الاسم الممدود إن كانت همزة للتأنيث قلبت تلك الهمزة في تثنيته واوا على طريق الإيجاب. (محرم).
(٥) في تثنيته حمراء في حالة الرفع وفي النصب حمراوين كصحراوين لكون الواو أقرب إلى الهمزة من الياء لمماثلها الهمزة في تعويضها عن الهمزة في مثل قولهم : أقتت ووقتت وقد جاء قلبها باء لخفتها وإثبات الهمزة في الشذوذ. (خبيصي).
(٦) لأنها من أقصى الخلف الذي لا مخرج بعده لكونها من الحروف الشديدة ولذا تبدل في الأكثر. (أيوبي).
(٧) ولما توجه عليه إن حال الهمزة الأصلية كذلك يثبت تلك وقلت هذه أراد أن يشير إلى علة تقتضي القلب هنها. (شرح).