والفعلية لعدم اشتمالها على معنى الشرط (١) المقتضي اختصاصها بالفعلية : مثل : (كان ذلك إذ زيد قائم وإذ قام زيد) وقد تجيء للمفاجأة (٢) نحو : (خرجت فإذ زيد قائم) ولقلة مجيئها لم يذكرها المصنف (٣).
ومنها (أين وأنى) فهما (٤) (للمكان استفهاما (٥) وشرطا) أي : حال كونهما للاستفهام والشرط.
وبناؤهما لتضمنهما معنى حرف الاستفهام أو الشرط نحو : (أين زيد؟) و (أين تكن أكن) و (أنى زيد؟) و (أنى تجلس أجلس).
وقد جاء (٦) (أنى زيد؟) بمعنى كيف و (أنى القتال؟) بمعنى : متى.
(و) منها (متى للزمان فيهما) أي : في الاستفهام والشرط ، نحو : (متى القتال؟) و (متى تخرج أخرج)
__________________
ـ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ ؛ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ)[التوبة : ٤٠]. (سيالكوني).
(١) إلا إذا دخلت عليها ما الكافة فحينئذ للمجازات بلا خلاف. ثم اعلم : أن الجملة الاسمية التي يقع مضافا إليها لا ، وإذ ، لا يحسن أن يكون خبرهما فعلا ماضيا نحو : إذ زيد قام ؛ لأن الخبر من مظان الاسم أو ما يضارعه إلا إذا ادعت ضرورة إلى العدول في نحو : زيد قام ؛ إذ الغرض هاهنا الإخبار عن الماضي. (عوض أفندي).
(٢) ويختص حينئذ بالجملة الفعلية التي فعلها ماض كما في الحديث «بينا نحن عند رسول الله عليهالسلام ؛ إذ طلع علينا رجل ...» [أخرجه مسلم (٨)] الحديث إيقاعا للمخالفة بينها وبين إذ المكانية إذا كانت للمفاجأة ؛ إذ هي تختص بالجملة الاسمية كما مر مثاله. (عوض أفندي).
ـ قدر المتعلق معرفا باللام على أنه صفة رعاية لجزالة المعنى.
(٣) قد يكون إذا لمجرد التعليل كما في قوله تعالى : (وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ)[الزخرف : ٣٩] ، أي : لأجل ظلمكم وقد يكون حرفا كما في : إذ ما تفعل أفعل.
(٤) قوله : (فهما للمكان) قدر المبتدأ بالفاء بقرينة اشتمال الحكم على التفصيل أعني استفهاما وشرطا وجعله صفة وإن كان صحيحا لكن جعله حكما مستقلا ألصق بالقلب. (عبد الحكيم).
(٥) حال من الضمير المستكن في الظرف ويجوز أن يكون تمييز من نسبة الظرف إلى فاعله.
(٦) يجيء أنى بمعنى كيف نحو : (أَنَّى يُؤْفَكُونَ)[المائدة : ٧٥] ويجيء بمعنى متى وأوّل قوله تعالى : (أَنَّى شِئْتُمْ)[البقرة : ٢٢٣] على الأوجه الثلاثة ولا يجيء بمعنى متى وكيف إلا بعده فعل.
ـ وبنيت أيان لتضمنها همزة الاستفهام. (عوض).