على العلماء فقد كتب إلى والي حمص : «انظر إلى القوم الذين نصبوا أنفسهم للفقه وحبسوها في المسجد عن طلب الدنيا فأعط كل رجل منهم مائة دينار يستعينون بها على ما هم عليه من بيت مال المسلمين حين يأتيك كتابي هذا وإن خير الخير أعجله والسلام». وظلت القبائل في الإسلام إذا نشأ منها شاعر تغتبط وتفاخر ، وإذا عدمته ذلت ، لأنها تعده لسانها الناطق ومدون مفاخرها.
وقد أعطى النعمان بن بشير عامل حمص أعشى همدان شاعر اليمن عشرين ألف دينار من مال اليمانية ، اقتطعها برضاهم من عطائهم دينارا دينارا ، وكان من خلفاء الأمويين مثل يزيد الأول والوليد الثاني من يقول الشعر الجيد وكان عبد الملك من أكثر الناس علما وأبرعهم أدبا.
وقد نشأ في القرن الأول من الفقهاء والمحدثين جملة صالحة في الشام منهم عبد الرحمن بن غنم بن سعد الأشعري الصحابي ، بعثه عمر بن الخطاب إلى الشام يفقه الناس فتفقه عليه عامة التابعين بالشام (٧٨) ومنهم فضالة بن عبيد الصحابي ولي قضاء دمشق لمعاوية وأمّره غزو الروم في البحر (٥٣) ، وأبو الدرداء الخزرجي الزاهد الحكيم المقري ولي قضاء دمشق في خلافة عثمان مات (سنة ٣٢) وأول من أحدث رواية القرآن بدمشق هشام بن إسماعيل وبفلسطين الوليد بن عبد الرحمن. ومن علماء الشام أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري وأوس بن أوس الصحابي الشاعر سكن بيت المقدس والرملة (سنة ٣٢) ، ومن أخبارييهم عبيد بن شرية الجرهمي وفد على معاوية بن أبي سفيان وأملى أشياء في أخبار الملوك أخذ عنه علاقة بن كرسم الكلابي أيام يزيد بن معاوية ، وكان عارفا بأيام العرب وأحاديثها وهو أحد من أخذت عنه المآثر وربما جاز أن يعدّ أول من دوّن التاريخ في الشام.
ومن علماء الشاميين أبو إدريس الخولاني فقيه الشام وقاضيه ، وعمرو البكالي المحدث الفقيه ، وبشير بن الوليد الأموي كان يقال له عالم بني مروان ، وإبراهيم بن كثير بن المرتجل الرملي ، وكان عبادة بن الصامت والي بيت المقدس لعمر بن الخطاب قرأ عليه أبو سلام الحبشي واسمه محظور ويقال الباهلي الدمشقي وشهر بن حوشب الأشعري المحدث (١٠٠) ، وبلال بن أبي الدرداء الأنصاري