فالسمن والأكرام في قولك (جئتك للسمن) و (لاكرامك الزائر) عنده مفعول له على ما يدل عليه حده ، وهذا كما قال في المفعول فيه : إنّ شرط نصبه تقدير (في) وهذا (١) أيضا خلاف اصطلاح القوم.
(تقدير اللام) (٢) لأنها إذا أظهرت لزم الجر.
وخص (٣) اللام بالذكر ؛ لأنها الغالب في تعليلات الأفعال فلا يقدر غيرها من (من أو الباء أو في) مع أنها من دواخل المفعول له كقوله تعالى : (خاشِعاً (٤) مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ (٥) اللهِ [الحشر : ٢١]) وقوله تعالى : ((فَبِظُلْمٍ (٦) مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا) [النساء : ١٦٠]) وقوله عليهالسلام : «إنّ (٧) أمرأة دخلت النار في هرة» البخاري : ٣٣١٨ أي : لأجلها.
ولما كان (٨) تقدير (٩) اللام عبارة عن حذفها عن اللفظ وابقائها في النية ، وكان
__________________
(١) قوله : (وهذا أيضا خلاف اصطلاح القوم) فإنهم لا يسمّون المفعول له إلا المنصوب الجامع للشرائط فحده عندهم المصدر المقدر باللام المعلل به حدث شاركه في الفاعل والزمان (وجيه الدين).
(٢) الباء هاهنا داخلة على المقصور واقتصر المصنف على اللام ولم يذكر غيرها مما يفيد العلية حيث لم يقل تقدير اللام وغيرها مما يفيد العلية (م).
(٣) يعني : لا بد للمفعول له من اللام تحقيقا لمعنى العلية فإذا حذفت لأجل نصبه ؛ لأنه لو لم يحذف لم يمكن نصبه بل يجب جره ؛ لأن حرف الجر لا يلغى وجب أن يكون مقدرة وإلا لفات التي هي شرط تحقق المفعول له (عافية شرح الكافية).
(٤) أي : متواضعا ؛ لأن الخشوع التواضع ، أو ساكنا مطمئنا مثل قوله تعالى : (أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً)[فصلت : ٣٩] أي : ساكنة مطمئنة لأمر الله (م).
(٥) التصدع التفرق يقال : تصدع القوم أي : تفرقوا من خشية الله علة للتصدع بمن الجارة ، أي : رأيت ذلك الجبل خاشعا أي : منقادا لأمر الله متصدعا أي : متفرقا لخوفه من الله وعذابه هذا مثال لكون المفعول له ب : من الجارة (توقادي).
(٦) مفعول له ل : حرمنا المؤخر ، الباء السببية كاللام فلأجل الظلم أي : فحرمنا على بني إسرائيل طيبات أحلت أي أشياء كانت حلالا لهم ، وهي كل ذي ظفر وشحوم البقر والغنم (م).
(٧) قوله : (إن) مخففة من الثقيلة عملت في ضمير القصة المقدرة أي : أنها ، وامرأة مبتدأ دخلت خبره ، والمبتدأ مع خبره خبر ؛ لأن أي : عملت عملا يكون سببا لدخول النار (حاشية).
(٨) كأنه قيل : إن المصنف جعل لحذف اللام شرطا فلم لم يجعل أيضا شرطا لإبقائها في النية ، فقال : لما كان اه (رضا).
(٩) يعني لما كان التقدير عبارة عن مجموع الحذف والإبقاء في النية وكان الأصل بقاءها في اللفظ ـ