بلاد الهند يجمعهم ملك ، ولباسهم الفوط (١) يلبس السرىّ (٢) والدني منهم الفوطة الواحدة ، ويستعذبون هناك الماء من آبار عذبة ، وهم يؤثرون ماء الآبار على مياه العيون والمطر.
ومسافة ما بين كولم وهي قريبة من هركند الى كله بار شهر ، ثم تسير المراكب الى موضع يقال له بتومة (٣) وبها ماء عذب لمن أراده ، والمسافة إليها عشرة أيام.
ثم تخطف المراكب الى موضع يقال له كدرنج (٤) عشرة أيام ، وفيها ماء عذب ، لمن أراده ، وكذلك جزائر الهند اذا احتفرت فيها الآبار وجد فيها الماء العذب ، وبها جبل مشرف وربما كان فيه الهراب (٥) من العبيد واللصوص.
__________________
(١) الفوط : جمع فوطة : قال في تاج العروس ٥ : ٣٠٠ «الفوط كصرد ثياب تجلب من (السند) وهي غلاظ قصار تكون (مآزر) أو هي مآزر مخططة يشتريها الجمالون والأعراب والخدم وسفلة الناس بالكوفة فيأتزرون بها ، الواحدة (فوطة) بالضم قال الأزهري : ولم أسمعها في شي من كلام العرب ولا أدري أعربية هي أم من كلام العجم ، وقال ابن دريد : فأما (الفوط) التي تلبس فليست عربية أو هي لغة سندية معربة بوته بضمة غير مشبعة ، قاله الصاغاني ، قال الزبيدي : وهي التي تسمى عندنا باليمن الأزهرية ، وكثر استعمال هذه اللفظة حتى اشتقوا منها فعلا ، فقالوا فوّطه تفويطا اذا ألبسه الفوطة.
(٢) السّري : صاحب المروءة في شرف أو سخاء ، وهو مأخوذ من السراة أي الارتفاع والعلو. وأيضا السيد الشريف السخي والجيد من كل شيء
(٣) (ط) سوفاجه «تيومه» وكذا في بلدان ابن الفقيه : ١٢ وفي ابن خرداذبه : ٦٦ «قيومه» بالقاف.
(٤) (ط) سوفاجه (كندرنج) : وبلدان ابن الفقيه : ١٢ «كدرنج» كما هو هنا.
(٥) الهراب من عبارات المؤلف. بمعنى اللصوص وقطاع الطرق كما فسره بعد ذلك.