عليها علم شبيه البرج ، يخرج منها إلى طريق العمرة ، وتلك الثنية تعرف بكداء ، وهي التي عنى حسان بقوله في شعره :
تثير النّقع موعدها كداء
فقال النبي ، صلىاللهعليهوسلم ، يوم الفتح : ادخلوا من حيث قال حسان. فدخلوا من تلك الثنية. وهذا الموضع الذي يعرف بالحجون هو الذي عناه الحارث بن مضاض الجرهمي بقوله :
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا |
|
أنيس ولم يسمر بمكة سامر |
بل نحن كنا أهلها فأبادنا |
|
صروف الليالي والجدود العواثر |
وبالجبانة المذكورة مدفن جماعة من الصحابة والتابعين والأولياء والصالحين قد دثرت مشاهدهم المباركة وذهبت عن أهل البلد أسماؤهم. وفيه الموضع الذي صلب فيه الحجاج بن يوسف ، جازاه الله ، جثة عبد الله بن الزبير ، رضياللهعنهما. وعلى الموضع بقية علم ظاهر إلى اليوم ، وكان عليه مبنى مرتفع ، فهدمه أهل الطائف غيرة منهم على ما كان يجدد من لعنة صاحبهم الحجاج المذكور. وعن يمينك ، إذا استقبلت الجبانة المذكورة ، مسجد في مسيل بين جبلين ، يقال إنه المسجد الذي بايعت فيه الجن النبي ، صلىاللهعليهوسلم وشرف وكرم.
وعلى هذا الباب المذكور طريق الطائف وطريق العراق والصعود إلى عرفات ، جعلنا الله ممن يفوز بالموقف فيها. وهذا الباب المذكور بين الشرق والشمال ، وهو إلى المشرق أميل.
ثم باب المسفل : وهو إلى جهة الجنوب ، وعليه طريق اليمن ، ومنه كان دخول خالد بن الوليد ، رضياللهعنه ، يوم الفتح.
ثم باب الزاهر : ويعرف أيضا بباب العمرة ، وهو غربي ، وعليه