١٤٥ ـ أبو العباس أحمد بن محمد بن ذكوان (١)
من كتاب ابن حيان أن ابن أبي عامر قلّده القضاء بعد خاله ، قال : والناس ينسبون بني ذكوان إلى برابر فحص البلّوط. وهم يزعمون أنهم من بني سليم من موالي بني أمية. واتصلت ولايته إلى قيام الفتنة ، وسعى عليه ابن القطاع فعزل ، ثم ردّ إليها ، واعتلت منزلته في مدة المظفر بن أبي عامر وأخيه الناصر ، وقلّده الناصر الوزارة ، وكان يكتب عنه من الوزير قاضي القضاة ، وهو أول من كتب عنه بذلك من قضاة الأندلس. فلا كان قضاء القضاة من خطط الدولة المروانية ، لأنهم لم يفوضوا أمر القضاة إلى قاض في وقت من الأوقات. ومال إلى البرابر في الفتنة ، فقبض عليه واضح مولى أبي عامر مدبّر دولة هشام أسوأ قبض ، ونفي إلى برّ العدوة في وقت تنكّر البحر ، فسلمه الله إلى وهران إلى أن قتل واضح. فاسترجع إلى قرطبة ، ولم يقبل خطّة القضاء بوجه.
وكان السلطان لا يقطع أمرا دونه ، وصحبته الرياسة بقية مدته إلى أن مات على تلك الحال ، فدفن صلاة العصر من يوم الأحد لتسع بقين من رجب سنة ثلاث عشرة وأربعمائة ، بمقبرة العباس مع سلفه ، ولم يتخلف عنه كبير أحد من الخاصة والعامة ، وشهد الخليفة يحيى بن علي ابن حمود جنازته.
١٤٦ ـ أبو المطرف عبد الرحمن بن محمد بن فطيس (٢)
من كتاب ابن حيان أنه ولي القضاء بين مدّتي أبي العباس بن ذكوان. وهو أحد الأعاظم من وزراء السلطان في أحد البيوت المولوية التي انتهى إليها الشرف. وممن جمع إلى ذلك الارتسام بالعلم والرواية الواسعة ، والتقدم بالعمل في الحكومة بالمظالم والشرطة. وكان مشهورا بالصلابة في الحق ، وإعزاز الحكومة ، إلا أنه كان يخلط صرامته ببطش وعجلة وحدّة لا تليق بالأحكام.
وكان الغالب عليه الرواية والبصر بطريق الحديث. وصاهره ابن القطاع صاحب الدولة العامرية ، وكانت وفاته صدر الفتنة ، فدفن يوم الثلاثاء للنصف من ذي القعدة سنة اثنتين وأربعمائة.
ومن كتاب نجوم السماء في حلى العلماء
١٤٧ ـ أبو عمر أحمد بن سعيد بن إبراهيم الهمداني المعروف بابن الهندي (٣)
ذكره ابن بشكوال في كتاب الأعلام ، وأخبر أنه روي عن أبي علي صاحب الأمالي ، وعن
__________________
(١) انظر ترجمته في بغية الملتمس (ص ١٧٤).
(٢) ترجمته في الصلة (ص ٣٠٣) والوافي (ج ٣ / ص ٤٤٦) وبغية الملتمس (ص ٣٤٣). توفي سنة ٤٠٢ ه.
(٣) انظر ترجمته في الصلة (ص ١١٤) والديباج (ص ٣٨).